|
في بحْركَ اللُجِّيّ لجْلجَ خاطري |
واحتارَ في وصفِ الترافــةِ ناظري |
من أيّ دَوْكـــاءٍ تـزفّ مواهـبي |
لحنَ التـغـزّلِ ، كيف أسبرُ حاضري ؟ |
فوثبتُ أرسُمُ ، واحتسبتُ غدائري |
وعزفتُ من ولــهِ النسيب مشاعري |
قُـمْ فادّكرْ عِبَرَ ابنَ جنبيَ واثقاً |
أو فاسكـبِ الإلهـامَ حـولَ أسـاوري ! |
أو كفكفِ الدمعات وارحم وجْنةً |
تـشتاقُ عِـطركَ يا نـديـمَ أزاهـري |
ساءلتُ : ذي روحي بحبّك أينعت |
هـل أنـت إلاّ غـيـثُ فجـرٍ هـامـــرِ ؟ |
ناشدتك اللهَ اجتذبْ من واحتي |
دررَ الغـرام ، وجــاهَ مجــدٍ غـابـرِ |
واسلُكْ لنا عِـقداً يُضيءُ سماءنا |
نـشْـدَ العـوارف ، حـالَ نجمٍ زاهـرِ |
ناشدْتكَ الرحمَ العزيزة لا تدعْ |
مـوجَ الحـنـيـن مُـعـلّـقـاً كالطـائـرِ |
في بحرك اللجّيّ كنتُ قصيدةً |
هـذا صداهـا مِـلء فـكـري الهادرِ |
أنطقتُ سؤدَدها ولذتُ ببهجتي |
كـجـنـائــنٍ للـيـاسـمـيـن السـاحـرِ |
حتى تملكني الحبورُ وأفلتتْ |
لغةُ العتابِ ، ورقّ شدوُ بصائري |
ولذا كتمتُ عن الزمان صبابتي |
والآن أنـثـرُهــا بـقـلـبٍ شـاعـرِ |
وأنيرُ معترك الثـقـافـة ناهضاً |
مـتـخـيّـراً من كـلّ وعْــدٍ غـامــرِ |
يا ملتقى بيتِ القصيد قـد انزوى |
رَوْعُ البيان ، وبان وِرْقُ مفاخري |
واستعذبت لـُـبْـنى غناءَ رقائقي |
لـم تـدر حـقّـاً أوّلاً مـن آخــرِ |
هذي طيوبُ المُعْـرقين تحفّني |
وذهِ طيوفُ الغيد رهن أوامري ! |
لا فَـوْزُ ، لا دَعْـدُ الوفاء ، ولا التي |
شابت فراستُها بنجوى العامري |
تُـنـبيكَ عن شيَمٍ تـناهى صفوُها |
من رفرف الجوزاء ، عرش منابري |
هذا معينُ الروح بعض مداركي |
هـل من يُـبـارزُ بالأريـب الثـائـرِ ؟! |
تـأتـمّ بالتـهـيـام منــه قرائـــحٌ |
ويُـناغـم المَبْـنـى بـغـيـر نـظـــائـرِ |
يستسهلُ الإبحار ، يمنح عمرَهُ |
إشــراقَ تـأريــخٍ ، وكــأسَ أكابـرِ |
يوري الزناد ليستـقـلّ عزائماً |
فـيهـا مـع الإيـناس عُـرسُ بـشــائـرِ |
ويُـقـبّـلُ الآيَ التي من حُسْنها |
نـطـق الحمى بـرقـيّـهِ المـتـنـاثــرِ |
يهوي على الزهرات مثل فراشةٍ |
عينُ الترافـة في خيالِ الناظرِ ! |
يهبُ ( الخليل ) رؤى الجمال متيّماً |
لا كالكليلِ الحـائرِ المُـتـشاعـرِ ! |