لا مُسْتَحِيلَ يَقُضُّ مَضْجَعَ هِمَّةٍ=مَا جَالَتِ الرُّؤْيَا وَجَلَّ المَأْرَبُ
وَالحُرُّ يَأنَفُ مِنْ حَيَاةِ مَذَلَّةٍ=وَيَضجُّ مِنْ ظُلْمِ الأَنَامِ وَيَغْضَبُ
يَا لِلمَوَاطِنِ كَمْ تُعَذِّبُنَا بِهَا=فِي الحَادِثَاتِ وَكَمْ بِنَا تَتَعَذَّبُ
بَعَثَتْ لَهُ فَوضَى الجِرَاحِ وَخَمَّنَتْ=أَنَّ الرِّعَاعَ هُمُ الرَّبِيعُ المُعْشِبُ
وَاسْتَبْدَلَتْ حُمُرَ البِلادِ بِثَوْرِهَا=حَتَّى افْتَرَى مَوتٌ وَأُفْسِدَ مَذْهَبُ
هَلْ نَشْتَكِي ظُلْمَ الزَّعَامَةِ للوَرَى؟=لَلصَّمْتُ عَنْ تِلْكَ الْمَظَالِمِ أَعْجَبُ
أَمْ نَشْتَكِي سُمَّ العَقَارِبِ في الضُحُى؟= فِي اللَيْلِ مِنْ سُمِّ الأَقَارِبِ نُعْطَبُ
دِنْ بِالحَقِيقَةِ لا تُخَاتِلْ بِالهَوَى=وَاجْعَلْ ضَمِيْرَكَ لِلخَلاقِ يُهذِّبُ
فِيمَ التَّقَلُّبُ فِي النِّفَاقِ تَجَمُّلاً=وَالصِّدْقُ أَنْجَى لِلقُلُوبِ وَأَطْيَبُ
كَيفَ السَّبِيلُ إِلَى ثَقَافَةِ أُمَّةٍ=لا الأُمُّ تَفْقَهُ مَا تَقُولُ وَلا الأَبُ
وَبِأَيِّ مَجْدٍ نَحْتَفِي وَكَرَامَةٍ؟= إِنْ كَانَ فِي الخُلُقِ القَوِيمِ تَذَبْذُبُ
وَبِأَيِّ قَصْدٍ نَرْتَقِي بَينَ الوَرَى=إِنْ يَخْنَعِ البَازِي وَيَزْهُ الأَرْنَبُ
القَومُ لا يَبْنُونَ صَرْحَ حَضَارَةٍ=إِنْ كَانَ ذَا يَلْغُو وَذَلِكَ يَلْعَبُ
وَالجُهْدُ لا يُرْسِي دَعَائِمَ دَوْلَةٍ=يُهْجَى بِهَا لَيثٌ وَيُمْدَحُ ثَعْلَبُ
أَلْبَسْتُ مِصْرَ التَّاجَ دُرَّةً أُمَّةٍ=وَادَّارَكَتْ مَجْدِي دِمَشْقُ وَإِدْلِبُ
وَأَهِيمُ بِالأُرْدُنِّ دَارَ أَصَالَةٍ=وَأَحِنُّ فَخْرًا لِلعِرَاقِ وأَنْصَبُ
وَأَتُوقُ لِليَمَنِ الأَبِيِّ وَشَعْبِهِ=وَأُسَرُّ بِالسُّودَانِ وَهْوَ مُطَنَّبُ
والأَهْلُ فِي أَرْجَاءِ تُونِسَ سَاعِدٌ=وَعُمَانِ مَعْ دُوَلِ الخَلِيجِ المِنْكَبُ
وَتَجِلُّ فِي عَينِي الجَزَائِرُ قُرَّةً=وَيَجُولُ فِي صَدْرِي المُحِبِّ المَغْرِبُ
وَجَرَتْ فِلِسْطِينُ الحَبِيبَةُ فِي دَمِي=وَبِمُهْجَتِي البَلَدُ الحَرَامُ وَيَثْرِبُ