'يديعوت أحرونوت': روسيا ستعيد النظر في تزويد نظام الاسد بصواريخ إس 300 وستزود إيران بالصواريخ لمنع إسرائيل وأمريكا من مهاجمتها في حال إذا تم التدخل عسكريا في سورية
زهير أندراوس
2012-11-09
الناصرة ـ 'القدس العربي' كشفت مصادر وصفت بأنها رفيعة المستوى من المحيطين برئيس الدولة العبرية، شيمعون بيريس، كشفت النقاب عن أن زيارة رئيس دولة الاحتلال إلى روسيا، هذا الأسبوع، كانت بهدف إقناع صناع القرار في موسكو بعد إخراج صفقة بيع الصواريخ الروسية الصنع من طراز S300 لسورية.
وقال المحلل للشؤون العسكرية في صحيفة 'يديعوت أحرونوت'، أليكس فيشمان، إنه خلال الاجتماع الذي عُقد بين بيريس وبين الرئيس الروسي، فلاديمير بوتن، زعم الأول أن تزويد سورية بهذا الطراز من الصواريخ قد يؤدي إلى خلل كبير في موازين القوى في الشرق الأوسط، خصوصا وأن هذه الصواريخ قادرة على إصابة أي هدف في عمق الدولة العبرية.
وأشار المحلل، نقلاً عن مصادر أمنية وصفها بأنها عالية المستوى في تل أبيب، إلى أن روسيا وسورية وقعتا على اتفاقيات لبيع أسلحة روسية لدمشق بهدف الدفاع الجوي، أي مضادات للطائرات بقيمة تصل إلى 2 مليار دولار، لافتًا إلى أن إسرائيل بذلت جهودا دبلوماسية جبارة لإحباط هذه الصفقات، إلا أن الفشل كان من نصيبها. وتابع قائلاً إنه قبل سفر الرئيس الإسرائيلي إلى موسكو اجتمع إلى قادة الأجهزة الأمنية في الدولة العبرية، الذين أصروا على أنْ يقوم بالعمل بجد كبير خلال اجتماعه مع الرئيس بوتن لإفشال صفقة الصواريخ من طراز S300 وحذروا من أن امتلاك سورية لهذه الصواريخ سيؤدي إلى خلل في ميزان القوى بين دمشق وتل أبيب، الأمر الذي سيدفع إسرائيل إلى الرد عسكريًا على هذه الخطوة، بحسب المصادر عينها، كما قالت الصحيفة العبرية.
ولفتت المصادر ذاتها إلى أنه قبل سنتين ونيف، عندما اجتمع بيرس إلى بوتن، طلب منه عدم بيع هذه الصواريخ للجمهورية الإسلامية الإيرانية، واستجاب بوتن في حينه للطلب الإسرائيلي وأعلن عن تأجيل موعد تزويد إيران بالصواريخ المذكورة، ولكن في قضية تزويد سورية بالصواريخ، أضافت المصادر الإسرائيلية نفسها، أبدى الروس صرامة في التجاوب مع مطلب بيريس، مسوغين ذلك بأنهم قاموا بالتوقيع على اتفاقيات ثنائية مع دمشق تُلزمهم من الناحية القضائية بتزويد دمشق بالصواريخ المذكورة.
ولفت المحلل الإسرائيلي إلى أن أمس الأول، بُعيد اجتماع الرئيس الإسرائيلي مع نظيره الروسي، أصدر الأخير بيانًا رسميًا جاء فيه أن موسكو تتفهم الاحتياجات الأمنية للدولة العبرية، الأمر الذي أدى إلى شعور بالتفاؤل دلى أعضاء البعثة الإسرائيلية إلى موسكو، ونقل عن أحدهم قوله إن موسكو تتفهم ضرورة المحافظة على أمن إسرائيل، وبالتالي عبر عن اعتقاده بأن موسكو ستُعلن قريبًا عن تأجيل تزويد سورية بصواريخ S300، على حد قوله.
جدير بالذكر أن مسؤولاً إيرانيًا رفيع المستوى في الدفاع الجوي الإيراني أعلن أن بلاده ستُنتج قريبًا جدًا نظاما مضادا للصواريخ يوازي أو يفوق قوة نظام S300 الروسي الذي جمدت موسكو تسليمه لطهران، وقال الجنرال حشمة الله قاصري المسؤول الكبير في الدفاع الجوي في سلاح الجو الإيراني إن خبراءنا سينتجون في مستقبل قريب جدا نظاما مضادا للصواريخ ستكون قدرته مماثلة لنظام اس 300 أو حتى اكبر منها، وتابع أننا ننتج بأنفسنا كل معداتنا للدفاع الجوي.
وفي حالة واحدة، قررنا استيرادها من الخارج. كان الأمر يتعلق بنظام S300 ولم يسلمنا الروس هذا النظام لأسباب غير مبررة، على حد تعبيره. وجاءت تصريحات المسؤول الإيراني بعد أن أعلنت موسكو تجميد العقد بعدما طلبت منها الدول الغربية وإسرائيل الامتناع عن تسليم إيران هذه الأنظمة المضادة للصواريخ.
وكان وزير الدفاع الايراني احمد وحيدي دعا روسيا إلى عدم الرضوخ للضغوط الصهيونية وتنفيذ العقد، كما أعلن رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الإيرانية الجنرال حسن فيروز ابادي أنه كان ينبغي أن تتسلم إيران أنظمة S300 قبل ستة أشهر. وصرح السفير الإيراني في موسكو محمود رضا ساجدي أنه تلقى تأكيدات بان روسيا ستسلم إيران هذا النظام، لكن ذلك لم يتحقق. ومثل هذه الصواريخ ستجعل من الصعب قصف المنشآت النووية الإيرانية، وهو احتمال لم تستبعده الولايات المتحدة وإسرائيل.
جدير بالذكر أن موسكو حذرت مؤخرً امن أنها ستزود إيران بصواريخ من طراز S300 المضادة للطائرات في حال بدء تحرك عسكري غربي ـ عربي لإسقاط نظام بشار الأسد بالقوة، ولم ترق لها النتائج المترتبة علي ذلك.
جاء ذلك على لسان عضو اللجنة الاستشارية لوزارة الدفاع ورئيس معهد دراسات الدفاع بموسكو روسلان بوكوف. وأضاف بوكوف أن سقوط النظام السوري سيرفع بشكل كبيره احتمال تعرض إيران لضربه أمريكية إسرائيلية، ولذلك فإن قرار موسكو استئناف تزويد إيران بصواريخ S300 الروسية سيأتي في وقت مناسب تماما.
وبقوله هذا أشار روسلان بوكوفإلى أنه مثلما كان قرار روسيا وقف تزويد إيران بهذا النوع من الصواريخ في العام 2010 صحيحا، فسيكون صحيحًا اليوم أيضا في ظل التغيرات الإستراتيجية في سورية والشرق الأوسط ، استئناف إمداد طهران بالصواريخ، على حد قوله. في السياق ذاته، يُشار إلى أن منظومة الدفاع الجوي الصاروخية أو المجمع الصاروخي المضاد للجو S300 المتوسط المدى مخصص لحماية المواقع والمؤسسات الصناعية والإدارية والقواعد العسكرية ومراكز المراقبة والإدارة من ضربات وسائل الهجوم الجوي الفضائي للعدو.
وهي قادرة على تدمير الأهداف البالستية، ولديها إمكانية نظرية لإنزال ضربات بمواقع أرضية، وفي الوقت الحاضر تشكل منظومة S300 أساسا للدفاع الجوي في روسيا.