لكِنَّ لِي وَطَنًا لَهُ بِالطَّعْنِ بِي= شَأْنً، أَتَى دُنْيَايَ أَوْ عَنِّي عَزَفْ
قَايَضْتُهُ بِدَمِي هُدُوءَ لَوَاعِجِي = فَأَتَى عَلَيَّ مُدَمِّرًا وَغَدِي خَسَفْ
خِلْتُ الأَمَانَ بِعِطْفِهِ لكِنَّهُ = نَحْوَ الرَّدَى هَامَاتِ أَمْجَادِي عَطَفْ
وَأَذَاقَنِي فِي غِيِّهِ مَا سَاقَنِي = لِلنَّائِبَاتِ وَنَجْمَ أَحْلامِي كَسَفْ
يَا مَوْطِنِي مُسْتَوحِشًا أَرْدَيْتَنِي = تَغْتَالُنِي الأَنْوَاءُ فِي ليْلٍ أَزَفّْ
هَلْ صُدْفةً جَرَّدْتُنِي مِنِّي لِأَحْـــ = ـيَا فِيكَ وَهْمًا باجْتِهَادِي يُحْتَرَفْ؟
أَوْ صُدْفَةً نَازَعْتُ نَفْسِيَ حَقَّهَا = بِي، كَيْ أقِيمَ لَدَيْكَ طَيْفًا يُسْتَخَفّْ؟
مَا كَانَ شَأْنًا عَارِضًا مَا ضَمّنَا = لا صُدْفَةً كُنَّا، وَلا تُغْنِي الصُّدَفْ
لكِنَّكَ اسْتَعْذَبْتَ أَنَّةَ خَافِقِي = وَسَلَبْتَنِي صَبْرِي فَأَزْهَقْتَ الهَدَفْ
وَأشَحْتَ عَنْ خَفَقَاتِ رُوحِي تَرْتَقِي = نَحْوَ السَّمَاءِ هُنَاكَ، وَاخْتَرْتَ الجِيَفْ
فَاهْنَأْ -فَدَيْتُكَ- نَبْضُنَا أَوْلَى بِنَا= وَالسُّهْدُ قَيْدَ الوَجْدِ لَوْنٌ مِنْ تَرَفْ
وَاشْرَبْ مَرِيئًا نَخْبَ مَا أَمَّلْتَنِي = هَذا دَمِي مِن عَيْنِ خَيْبَاتِي وَكَفْ
يَا مَوْطِنِي بَعْضُ المَنَايَا مُوجٍعٌ = حَتَّى شَهِيدًا بَعْضُهَا لا يُقْتَرَفْ
آتِيكَ أَشْكُو مِنْكَ تَعْسًا لِلْهَوَى = مَا لِي بِغَيرِكَ مِنْكَ -وَيْحِي- مُنْتَصَفْ