[
القرية
نائمة
هل فاجأها عسل الليل
فغطت جفنيها،
بعبير الشجر
وهل داهمها الوقت
وسربلها الكتان
بقمصان مدامعهِ
نائمة، نائمة
نا...
وثغاء الماعز يخفت
وعصافير الوجع
تعلق حزنيها،
فوق بيوتٍ، من طينٍ هش،
والقرية نائمة
والحزن جميل
حين يغطيها من بردٍ
ويقيها من حر
والجوع طويل،
وطويل درب الصفصاف البائس،
حين يسافر، في محض فضاءٍ،
يلتمس الغيم صديقًا،
حين تمد البنت،
جسور مودتها،
فوق مياه الخوف، وتعدو،
تعدو...، هل أبصرها العاشق
راكضة؟
هل رطّب ظمأ القلب الخائف
بأمان الماء،
وهل سرح مفرقها،
بأصابع
لهفتهِ؟،
آهٍ، والريح تجئ
بكامل ثورتها
تدخل
من بين ثقوب البيت،
وتهرب
من بين ثقوب الناي،
وتسرق لحنا للراعي
والراعي، مأسور بقطيع، ويفكر
كيف يواري محنتهُ،
يلزمني بعض من حلمٍ
كي أسرد كل عذابات العشب
وأنات النعاع..،
القرية نائمة
في قيظ الليل
فمن يوقظها
غير أنين سواقي
نامت
حين ارتعشت أقدام الثيران
دامت في الوهم
ومن يرسم
فوق الثغر المتغضن
موسم بسمتها..؟
لا لن يوقظها
كلب أقعى
وابتكر نباحًا أعجبه
فتمادى
وتمادى...،
لا.. لن يحرمها
من لذة رقدتها لص
يتهادى
حين تسلل
برشاقة قط
وابتأس،
وعاد حزينا وعجولاً
يحمل
ُخفْيّ خيبتهِ
القرية نائمة
والزوجات حزينات
حين تعطرن
وأشعلن الأحلام
وأمطرن القلب السهرانَ
ونمن كسيرات
بجوار المندسين،
بأثواب التعب اليومي،
القرية نائمة
هل تفتح عينا
وتُغلّق عين القلق،
تراها
تحصى
أعداد القتلى،
بسيوف الجوع،
وسكين السلّ المتوطن
ورصاص القهر
ومقصلة الخوف الآتي،
والعاتي؟
هل تسترجع فاطمة العذبةَََ
أم الشامة، فوق حرير الخد،
وقطن الحقل،
وسنبلة الريح
الفارعة الطول، الوردة في أبهى رقتها
حين أفاضت، في شرح محبتها
واحتكمت
للناس
فعاثوا..
والتجأت للنهر
فعانقها
خبأها
عن عين الأهل
وأسكنها، في قاع حدائقهِ
........
.......
والقرية
نائمة
والتائب عن غفوتهِ
يصحو
ويردد أوراد العشق،
يعدد
أسباب صبابته ِ
يتوضأ
بالضوء
ويبكي
يبكي
يسترسل،
يسترجع ما فات
وما مات
وما زلزل بالوجد عيونًا
لم تهدأ
أو تهنأ بالنوم
ولم...،
تشرب
غير ندمْ
يا بحر الهم
ويا يم
اغرب عن أحلامي
قم
والتائب مازال يواصل ويواصل
حتى يستيقظ ديك الفجر
بطيئًا
فيصلي
ويخضب لحيته
بخيوط الدّمْ ¤*~[/]