|
جَلَـسَ الشيـخُ علـى أريكتـهِ |
يرْقبُ في سماه العمر الذي هربا |
يخفي عن الأشجارِ حيـاءً هـذا |
الشعر الأبيض ويخفـي التعـبَ |
كنتُ في الأمـس البعيـدِ طفـلٌ |
لهُ في الحياةِ طموحٌ يشعلهُ طربَ |
حَبَا ذات يومٍ فطـار بـهِ أبويّـهِ |
هاكَ طفلنا أخيراً تجـرأ وحَبَـا |
وكبرَ الطفلُ يوماً فشبَّ و نضـج |
وحوى الحيـاة طمعـاً و نَهَبَـا |
وصـار للعشـق مثـالاً يحتـدا |
في كل صوبٍ ملك القلوب و سَبَى |
وجرى بهِ العمـر فـي غفلتـهِ |
وأخفى عليه الزمـان مـا قَرُبَـا |
وأنساه الغناءُ والرقـص للحيـاة |
أن يحاذر ما كان قـدْ احتجـبَ |
لكـمْ أرقصـهُ تغريـدُ الطيـورِ |
وقام بجنونٍ يحاولُ التحليق و كَبَا |
ولكم نَثَرَ قصائـده فـي شغـفٍ |
ورفع رأسهُ منتشيـاً بمـا كتـبَ |
وأطلـقَ لعينيـه العنـانَ ومـن |
فـرطِ نشوتـهِ أمسـكَ الشهـبَ |
جالَ وصـالَ والحيـاةُ تعطـي |
وجميلٌ مـن اللئيـمِ مـا وَهَبَـا |
أخّــاذةٌ بالأثـمـانِ قـيـدتـه |
وبَعدَ العطفِ أبدت لـهُ الغضـبَ |
غيْرُكَ علـى ( الدّكْـةِ) منتظـرٌ |
أعْطِه الزمنَ إرضاءً و إلا سُحِبَا |
وها أنا اليوم كما ترى علـى الأ |
ريكةِ أرقبُ الزمنَ الـذي سُلِـبَ |
لا نصيب لي في كـلِ شـيءٍ إلا |
بعضُ ما أبْديهِ غرابـةً وعَجَبَـا |