|
أنكرتُ كفّيَ تحثو فوقكِ الترُبا![](clear.gif) |
للهِ ما أضيعَ الأبناءَ والأدبا |
جزيتُ رُحماكِ من يُمنايَ ملتحَداً![](clear.gif) |
يا خيرَ منجبةٍ والإبنُ ما نَجبا |
كيف ارتضى ليَ قلبي لحدَ واهبةٍ![](clear.gif) |
حياتَها لي فليت الرحْمَ ما وهبا |
وكنتُ كذّبتُ عيني عند رؤيتِها![](clear.gif) |
فإذْ دهى أجلٌ صدّقتُ مَن كذّبا |
أزورُ قبرَكِ والأضلاعُ أضرحةٌ![](clear.gif) |
قد بانَ ساكنُها من بينِها هربا |
يقود خطوي نداءٌ منكِ يصْدعُني![](clear.gif) |
جازَ البرازخَ حتى مزّق الحُجُبا |
أُقبّل القبرَ والأهدابُ مُخضلَةٌ![](clear.gif) |
وبؤبؤٌ غرِقٌ يستصرخُ الهُدُبا |
نزلتِ في حفرةٍ جدباءَ مقفرةٍ![](clear.gif) |
فاهتزَّ منكِ صعيدٌ أخصبَ الجَدبا |
ليهنِكَ اليومَ يا قبراً بثاويةٍ![](clear.gif) |
تضوَّعَ الترْبُ من أكفانِها وربا |
فأين حضنُكِ أُلقي فيه فاجعتي![](clear.gif) |
ينسلُّ حزني في أثنائهِ سرَبا |
حيث السكينةُ ما شابت وداعتَها![](clear.gif) |
ملالةٌ تعتري من غيرِكِ القُرُبا |
يا ليت لي كَرّةً أخرى إلى عمُرٍ![](clear.gif) |
قضيتُ في حضنِها باكورةً وصِبا |
طيفٌ أليفٌ يناغيني فأُدمنُهُ![](clear.gif) |
يحتلُّ ذاكرتي بالسلمِ والعَصبا |
اغيبُ مستحضِراً إياهُ في نَبَهٍ![](clear.gif) |
ويُبعدُ النومَ جرحٌ كلما اقتربا |
خيالُ أمي كما اعتادتْ يعوّذُني![](clear.gif) |
أنّى أقمتُ وأنى سِرتُ مغتربا |
يا أمِّ أذّنَ داعي الفجرِ فانتبهي![](clear.gif) |
وهاك دمعي وضوءً دافئاً صَبَبا |
يا أمِّ هذا أنا قد هدّني تعبي![](clear.gif) |
فأين صوتُكِ يجلو عنيَ التعبا |
يا أمِّ هذا فؤادي ناحباً دنِفاً![](clear.gif) |
فأين كفُّكِ كي يسلو الذي نحَبا |
أوّاه يا أمّ..رُزْءُ الصبرِ يعصرُني![](clear.gif) |
فما يرشِّحُ غيرَ المُرِّ إنْ حُلِبا |
يا أم..لا رزْءَ بعد اليومِ يفجؤني![](clear.gif) |
ورُبَّ نائبةٍ تستجقرُ النُّوَبا |
وكلُّ جرحٍ مع الأيامِ ملتئمٌ![](clear.gif) |
إلا رغيباً بسقفِ الروحِ قد نَشبا |
ثلجٌ هو الحرفُ والأبياتُ قاصرةٌ![](clear.gif) |
فكيف تحملُ يحموماً إذا انسكبا |
حُمَّ القضاءُ فلا عُتبى على قدرٍ![](clear.gif) |
وأيُّنا خالدٌ كي يُوجبَ العتَبا |
اللهُ يختارُ من نادت مشيئتُهُ![](clear.gif) |
وما لعبدٍ له أن يُضمرَ الغضبا |
ومِيْتةٍ ذُقتِها بالأمسِ صابرةً![](clear.gif) |
ولن تذوقي ردىً بعد الذي كُتِبا |
فأبشري وارجعي للهِ راضيةً![](clear.gif) |
إني مُجِدٌّ على آثارِكم دأَبا |
لا تبعدي ،أُمِّ، فالأقدارُ موعدُنا![](clear.gif) |
هيهات نُخلفُها أو نختبي هربا |
في ذمّةِ الله قد أودعتُ غاليتي![](clear.gif) |
أنعِمْ بمستودَعٍ لا يجحدُ الطلبا. |