هل يتحول المجتمع المحلي تبعاً لتحولات المجتمع العالمي ؟ وبأي آلية ؟ وتحت أي شروط ؟الواقع يرينا [ النماذج الثورية ] تخلق حراكاً في السياسة وبالتالي في الاقتصاد ولكن الواقع لايرينا علاقة المجتمع بالثقافة خصوصاً ونحن نمر بمرحلة الربيع العربي وكأنه الثورة تختصر في تحول نموذج ليحل محل نموذج قديم. "ما الذي يجرى في العالم؟ " هو السؤال الذي يجيبنا عن [ نموذج التغيير والثورة : وجدواها ]
مؤشرات التغير تضعنا في محقن تجربة جديدة : فالتغيير لايعني سقوط الأنظمة الشمولية ونموذج [احتكار الحزب الواحد للسلطة] لنقع في فخ [ احتكار
الحقيقة الآيدلوجية ] المشهد يخبرنا بصعود تيار إسلامي ليؤذن بانتهاء معركة [ العلمانية/ الإسلاموية ] لصالح أحزاب أو مفاهيم اسلامية وننسى في خضم هذا المشهد معركة خفية تحقق نصراً بدون حرب : حيث مجتمعنا خسر معركة [الصناعة والزراعة والتجارة] العالمية وليس هذا فحسب بل إننا نشهد خسارة مفزعة في تكوين مجتمع معرفي معلوماتي. الانشغال بشعارات " ثورة سياسية " وأوهام الديموقراطية وعلاقتها بالتعددية وباحترام حقوق الانسان لن تنقذنا من سطوة " ثورة قيمية مستوردة" حيث القيم المادية تتسلل إلى بيوتنا البسيطة [ مثال ذلك مايحصل في العراق من تعديل سلم الرواتب فرجل يقبض 5 مليون ورجل يقبض 50 ألف وبالتالي تتكون هذه الأيام خارطة اجتماعية أكثر ليبرالية من العدو الليبرالي ]إنني أدعو الى : إزالة الضبابية لفضح التناقض بين الثورة المحلية والتغيير العالمي والتفريق بين بناء حكومة وبناء دولة والتفريق بين نخب تقود وجماهيري تقاد والتفريق بين الايديولوجيا الاقتصادية الجديدة على المستوى العالمي وبين المخاض السياسي على المستوى المحلي .ولنعلم بعد ذلك : أن المعركة بين العلمانية والرؤية الإسلامية لتخص مايحصل اليوم في شوارع تونس والقاهرة والنجف واربيل .....ستفرز ثورات اليوم : مشكلات لا حل لها على الصعيد القيمي إذا لم نتنبه لخطر التحولات الكونية ومراقبة مايحصل بين واشنظن والصين وألمانيا. فلاثورة تنقذنا ونحن محاصرون : في الصناعة والزراعة والتجارة ... بل حتى في ديوننا .. وديوننا لدول العالم .
إني أدق ناقوس الخوف من الغد ! وحسبنا الله ونعم الوكيل .