حِمار
صاح منفعلاً وهو يُِشير من نافذة الحافلة :
انظرْ إلى الحمار في هذه البلاد كيف يمشي مَرَحاً ، ويًُصعّر خدّه بَطراً ! لا يُركَب ولا يُضرَب ، يتفسّح على هواه ، ويُطعَم مُشتهاه ، و يأوي إلى إسطبله المُكيّف حين يشاء !
أينَ منه أخــوه التعيس البئيس عندنا ؟! يُهلكـه العربجيّ بجرّ عربةٍ حافلـة تزن أضعاف وزنه ، ويرفعُ يده بعصاه إلى أعلى مداها ليهوي بها على جسده بكل لؤم، ويُجهده الفلاح في الحرّ والقرّ بأعمال الغيط التي لا تنتهي ، ويُذلّه الناسُ رُكوباً عليه وإهمالاً له في مطعمه ومنامه !!
سكتَ فجأة ، ونظر إليّ كالأبله حين قاطعتُهُ : هل سمعتَ أخبارَ سوريا اليومَ ؟!!!