عُيونهم تتسلّقُ جُدرانَ جسدَيْنِ متلفّعيْن بعباءَة سوداءَ ، لا يظهر شيءٌ من مفاتنهما ...والسّؤال : كيفَ سيكون الحالُ يا تُرى لو كانتا هاتان المرأتان مُتبرّجتين ؟ .. من المؤكّد سينقضّان عليهما كوحش كاسر لا يرقب في النّساء إلاًّ ولا ذمة ...، ويا لها من عقول ساقطة في وحل الكِبْت عشّشَ في زواياها عنكبوتُ التّخلف ...!!
ما قيمةُ الحياة وقد حكمَ رقابَنا الطّغاةُ ، فحفرتي الضّاحكةُ من تزاحم الأضداد تليق بجسد أنهكهُ الجوعُ والمرضُ والإهمال ...لكن تأكدوا أن لعناتي ستبقى تلاحقكم ، ما بقيت هذه الحياة التافهة التي اطمأنّت لها قلوبُكم السّوداء كسواد ليلٍ غابَ قمرُه ....!!
يَعتقدُ بعضُ الجَهَلة من الآدميين أنّنا لا نتمتّع بقلب طيّب حنون ، لا ينظرون إلاّ إلى الجانب المظلم منّا أما المشرق فيتجاهلونه ، وطبعاً إذا جُعنا سَاءَ خلُقنا ، ولكن لم يدر الأغبياءُ أنّ منهم من هو أشد فتكا وافتراساً منّا ، وما بشّار اللعين عنهم ببعيد ....!!
لا ذنبَ لي... وجدتُ نفسي ضائعاً بين الأزقّة ، تائهاً وسطَ الشّوارع بلا مأوى ، بلا أهل ، بلا طعام ، بلا هدف ، أسمال بالية تلفّ جسمي الضّئيل ، رائحة مُنتنة تنبعث منّ أعماقي على الدّوام ، ولا أنام ملءَ جفوني إلا غِراراً وأينما اتّفق..يضربُني هذا ويشتمني ذاك ، بشفق عليّ فلان ، ويستغلّني علاّن ...
فيا موتُ زُرْ إنّ الحياةَ ذميمةٌ ...ويا نفسُ جدّي إنّ دهرَك هازلُ !
بقلم / ربيع السملالي