ضعيها هناكْ
إلى حيثُ تقرؤها نسمةٌ
ويبكي لها وعليها الهوى
وينزحُ فيضُ المساءِ الحزينْ
بصمتٍ يخبِّئُ نبضَ الأنينْ
فلحظتنا ترهقُ العاشقينْ
ضعيها لريحٍ يغطّي الصباحْ
لقبرٍ من النارِ يصلى النواحْ
ليومٍ مهينٍ خلا من حسابٍ يجرُّ الزمنْ
بفقدِ السكنْ
بموتِ الوطنْ
فلستُ أعيشُ بماءٍ سواكْ
ولستُ سوى بسمةٍ في شفاكْ
*****
ضعيها وهاتِ حديثَ العيونْ
فإن خنتني اليومَ هيْ لنْ تخونْ
دعيني أشيّعُ روحاً توارتْ بعينيكِ لمّا تمادى الهوانْ
وأوقدُ من طرفكِ الذابلِ الخائنِ المستجيرِ
بقلبي الحسيرِ شجونَ المكانْ
دعيني أموتْ
وأحيا إذا الخوفُ منكِ جفنْ
إذا تحتويني الرموشُ كفنْ
لهذا الرحيل لهمِّ الوداعْ
لبعضِ الحياةِ وكلِّ الضياعْ
أتدرينَ كيفَ ينوحُ الفراقْ
بما لا يُطاقْ
إذا ضمَّهُ الصدرُ بين العناقْ
فهاتِ ذراعيكِ
في هينةٍ
وذوقي فتورَ الهوى باحتراقْ
تليها ارحلي
يكونُ المماتُ لذيذَ المذاقْ
***
بندر الصاعدي
مع الشكر والتقدير للحبيب الأندلسي .