|
أبيكتني و المقمران شهود |
و تمنعني الأنامل والوعـودُ |
لكِ مقـــــــلٌ وإنْ مُلـئتْ حيـــــاةٌ |
لها في كُــــلِّ معـركــــةٍ شهيـــدُ |
لكِ حُـــبٌّ متى ما اجتـاحَ روحي |
لـهُ قلـــــــبي وأعضــائي جُنـودُ |
ولـي عـــينٌ إذا ازداد التنــائــي |
مسهــــــــــدةٌ ولي قلـبٌ عميـــدُ |
غدا دمعـــي قوافلَ واشــتيـاقي |
لهـا حــــادٍ وجُنـــــحُ اللــيلِ بِيْـدُ |
وهْمُ يخفيه النفس ابتسامي |
وينشــره ُ التــأرقُ و السُـهـودُ |
جـريحُ القلـبِ معـقـــودُ اللســانِ |
فـلا وصـلٌ شفــاني ولا صـدودُ |
أسـيرُ الصمـتِ تُرهقني الأمـاني |
إذا ما ُبحــــــتُ كبلــني الجُحودُ |
ففُـــــكِ القيـدَ عنْ قلــبي بلُـطفٍ |
متى ما القلـبُ أدمتــهُ القيـــودُ |
إذا اتسعتْ جِراح ُ القلــبِ يخبو |
بـهِ ألمٌ فقـــدْ مــــــات الصفيــدُ |
وأكـفاني هي شــوكُ القُــتـــــادِ |
وقــــــــبري خلفَ يهماءٍ بعيـدُ |
فلا بـاكٍ يســـيرُ وراءَ نعشـي |
ولا وضِعتْ على قــبري الورودُ |
ولا داعٍ لــهُ غُفــــــــرت ذُنـوبي |
ولا " يــساً " رتلــــــهـا مُجيـدُ |
ولا ذُكـرتْ مـناقـــــبي في رثـاءٍ |
أيـــرثيني ربيــعٌ أم سعيــــــــــدُ |
ويا عجــبي لم فعلـتْ دُمــــوعي |
إذا ما القلـبُ وارتـــــــهُ الُلحـودُ |
وما أحيـا القتيــلَ سُفــوحُ دمــعٍ |
فلا تبكـــــي علـى ما لا يعــــودُ |
فوا عجبا أتبكـــى العــــينُ بــيناً |
وللـحَـــدَثانِ قدْ شــــــابَ الوليـدُ |
فلي زمــــنٌ يجــــودُ بكُــــلِّ هْـمٍ |
وأمـــــا بالســــرورِ فلا يجــــودُ |
أرى نفسـي بقــومٍ ما استفاقـوا |
ولا فطِنـــوا لم وعــــدَ الوعيـــدُ |
جبــاةُ الـقــــــومِ يعلــوها تُـرابٌ |
لغيـــــرِ الله أضـنـــاها السُـجـودُ |
تُفـــــرقُهمْ إذا اجتمعوا النــوايـا |
ويجمعهـمْ إذا افتــــرقوا الثـريـدُ |
فهُــــمْ صُــمٌ إذا بغــــــدادُ نـادتْ |
وقــدْ نامــوا واخـوتهمْ هُجــودُ |
فما انتبهـــــــــوا لأطفـالٍ جيـاعٍ |
وقـــــدْ جفـتْ بأُمهــــــمِ النُهـودُ |
وما فيها سـوى جــوعٍ وخـوفٍ |
ومـــوتى لم يوارهـــــم الصعيدُ |
و أعنــــــــاقٌ تُغـطيـها دمــــاءٌ |
وقـــــدْ كــــانتْ تُزُينـها العقــودُ |
ويا أسفا فكـمْ ضمــــــتْ كِرامــاً |
وكـــمْ نزلتْ بها دعُــــجٌ وغيــدُ |
فبغــــــــدادٌ بأدمُعـــــها تُـنـاجـى |
أيسمعُـها بمـرقــــــــدهِ الرشيــدُ |
ألا يا آل عبـــــــــاسٍ هـلـــمــوا |
فبغـــدادٌ تُحاصــــرها الحُشـــودُ |
ولوهبــتْ سيـــوفكمُ الصــوادي |
إلى بغـــدادَ والجيــشُ الــوئيـــدُ |
لمّـا هــــدموا البيـوتَ على نيـامٍ |
ولا وضعـــتْ لبـغـــدادَ الحـُـدودُ |
ولا باعـوا ملوكَ العـُربِ قــُدسـاً |
ولا اغتصبــوا عــذارانا اليهـودُ |
أنرجــــوا مِنْ أعـــادينا ســلامـاً |
وما بقيــتْ لمغُتـصـبٍ عهـــــودُ |
إذا خافـــــوا لهـــــمْ ودٌ طـريـفٌ |
وإن آمنـوا لهــــمْ حِقـــــدٌ تليـدُ |
لهـمْ غــدرٌ فما حفظــوا وعُــوداً |
فمـا يُجـدي التفـاوضُ والـوفـودُ |
فقـودُ الخيـلِ عابســةٌ النواصـي |
إلى الفيـحاءِ تســـبُقها الـرعـودُ |
ومِنْ قُــــربِ الآسنـــــةِ للأيادي |
إلى الأسيـــافِ تشـــتاقُ الغُمـودُ |
فأما الموتُ في الهيــجاءِ فـخـراً |
وأما القـُــدسُ شامخـــةً تعـودُ |
فيـا ويلـــي أُناديِهــمْ بشـعــــري |
وما شَعــروا وهـلْ شَعرَ الجليـدُ |
وقدْ أمســــــتْ قصــائدُنا هُــراءً |
فـهلْ ذُكِــــرَ الفــرزدقُ أو دُريـدُ |
وقد نُســــيتْ قــوافينا وغــارتْ |
فصــاحتُنا وقــــدْ مـاتَ القصيــدُ |
بنــــى ديني إذا مُـلـــتــمْ لغــربٍ |
فمَنْ مــــاضي الأوائـلِ يستعيــدُ |