السِّنينُ أمِ السِّنون
كانت لي مداخلة في مجلة منار الإسلام التي تصدرها وزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف في دولة الإمارات العربية المتحدة .
ونشرت في العدد 363 لشهر ربيع الأول 1426 هـ ,
وأنقل نص ما نشر في الصفحة 113, لتعم الفائدة وإن كانت هناك مداخلة من قبل أحد الكتاب فليتفضل.
نص المقال :
لم نخطئ واقرأ ألفية ابن مالك
وردت إلينا رسالة من القارئ عادل العاني يقول فيها:
تحية طيبة
وأنا أتصفح عددا من مجلتكم الغراء / العدد 359 في الصفحة 53 .
قرأت قصيدة للشاعر أسامة نصر بعنوان " المسجد الأقصى "
وقد لفت انتباهي مطلع القصيدة , حيث ورد الآتي :
( وتمرُّ السنون )
والذي أعرفه أن الصحيح ( وتمرُّ السنين ) .
إن جمع سنة هو جمع تكسير : السنين
وترفع بالضمة
وتنصب بالفتحة
وتجر بالكسرة
وهو ليس جمع مذكر سالم
إذ لا يمكن حذف النون عند الإضافة
مثل : معلمو المدرسة
ولا يمكن أن نقول : سنو العمر
وقد وردت الكلمة في القرآن الكريم :
بسم الله الرحمن الرحيم
( ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا ) الكهف / 25
وإذا كنت على خطأ أرجو أن تصححوا لي ذلك أما إذا كنت محقا فأرجو تصحيح ذلك في مجلتكم وللشاعر الكريم.
وقد قام الأستاذ اللغوي أحمد الموسى عضو أسرة التحرير بالرد عليه تفصيلا بقوله :
نحيل القارئ إلى شرح ألفية ابن مالك في النحو لابن عقيل : 1/62 , 63 وفيها يقول ابن مالك عن الملحق بجمع المذكر السالم :
( أولو وعالَمون , عليّونا , وأرضون - شذ - والسنونا )
قال ابن عقيل شارحا :
" والسنون جمع سنة , والسنة اسم جنس مؤنث , فهذه كلها ملحقة بالجمع المذكر , لما سبق من أنها غيرمستكملة الشروط " 1/63
ثم قال المحقق محمد محيي الدين عبدالحميد :
" اعلم أن إعراب ( سنين ) وبابه إعراب الجمع بالواو رفعا وبالياء نصبا وجرا هي لغة الحجاز وعلياء قيس , وأما بعض بني تميم وبني عامر فيجعل الإعراب بحركات على النون ويلتزم الياء في جميع الأحوال. 1/64
وأما الاستشهاد بآية سورة الكهف فلا تخدم الناقد , فسنين بدل أو تمييز منصوب بالياء ,
ونحن من جانبنا في المجلة نزف عظيم شكرنا إلى هذا القارئ ذي الأخلاق العالية والباحث بجد عن المعرفة والتعلم والتثقيف .
.................................................. .............................