أحتضنت القاهرة يوم الخميس المؤتمر الأول لنصرة الأحواز في خطوة رائدة تهدف إلى إيصال صوت الأحواز الجريح المنسي منذ عقود. ولأن حق المظلوم لا يضيع بالتقادم فإن التسعين عام التي اُحتلت فيها الأحواز منذ عام 1925 و غيبت فيها إعلاميًا و جغرافيًا وسُرقت ثروتها من قبل المغتصب وخُنق صوت أصحابها حتى خُيل أن الأحواز ليست إلا أرضًا إيرانية بامتياز و أن الشعب العربي الذي يقطنها ليس إلا من سلالات كسرى لم تزد هذا الشعب العربي إلا إصرارًا في المضي قدما بقضيتهم .
يأتي المؤتمر بعد عقود عجاف لطالما بح صوت الأحوازيين لإيصال قضيتهم. واحتضان القاهرة له اليوم لدليل عل الدور السباق في نصرة المظلومين بعد الدور الملموس لمصر في أحداث غزة الأخيرة , فشتان بين موقف مصر بالأمس واليوم .موقفٌ يتلمسه كل منصف يراقب الساحة العربية والإسلامية بهدف استقراء التغيرات الإصلاحية الرامية للأخذ بيد الأمة و إخراجها من الوهن والتكابل عليها من كل حدب وصوب.
حاولت إيران أن تثني السيد مرسي عن السماح بقيام المؤتمر لكن كما فعل سيادته مع نتنياهو عقب العدوان الأخير على غزة برفض تعاطي أي حوار معه فقد رفض أيضا أن يرضخ لإملاءات إيران بمنعها هذا المؤتمر.ولا ننسى التفاعل الشعبي و الإعلامي والحضور الإسلامي و العربي و الأجنبي الذي فاق التوقعات, فلبو جميعم نداء الحرية والضمير.
إن الممارسات العنصرية و سياسة تجويع الشعب الأحوازي والمشانق التي تنصبها إيران لهم يتطلب اتخاذ إجراءات ملموسة وعملية لردع دولة الإرهاب في المنطقة و إشعار هذا الشعب المقهور أن لهم ظهرًا يؤازرهم و يدًا تأخذ بهم في دورهم الكفاحي الطويل مع عدو لم يترك لهم من فتات الحياة ما يركنون إليه.
إن من المعيب أن تقفل الأبواب في وجه الأحوازيين الهاربين من جحيم إيران لتستضيفهم دول لا تمت لا إلى الإسلام ولا إلى العروبة بصلة, بينما إيران لم تترك بلد فيه شيعتها إلا ومدت لهم كل جسور التواصل والتمرد على قوانين البلد . فلا أقل من حقوق مشروعة كتدويل قضيتهم و اعطاءهم حق اللجوء السياسي و اتاحة فرص تعليمية ووظيفية لإعداد قادة بهوية راسخة يواكبون المراحل القادمة من تأريخ كفاح أمتهم و شعبهم العربي المسلم ربما تأتي بتوالي مؤتمرات ناجحة كهذا.
غصن الحربي