|
هَلَّ الربيع فهلت الأنوارُ |
وتفتَّحت بأريجها الأزهارُ |
وتضوعت طيبا مروجٌ غردت |
فيها بشوق دافق أطيارُ |
والأرض تاقت للِّقاء بـ(أحمد) |
ليهل فيها سيدي المختارُ |
خير الأنام المصطفى نور الهدى |
فخر البرية فيضها المدرارُ |
وتطلعت للنور يطلع بالسنا |
فيها بميلاد له استبشارُ |
قد حان ميقات الرسالة أشرقت |
فينا وأشرق للرسول منارُ |
وتألقت آمال لقيانا به |
وتحدثت بمجيئه الأخبارُ |
فالأرض عانت قبل مولده الدجى |
فيها استبد الكفر والكفارُ |
عانت سفاهات تعدد قبحها |
بمجونها يتخبط الفجارُ |
بجنونهم وبلائهم وفسادهم |
وفسوقهم يتفاخر الأشرارُ |
بالغي كانوا خاسئين بفحشهم |
فيهم أقام مع الشنار العارُ |
إبليس ينهش عرضهم وعقولهم |
وبهم تلاعب بالهوى الغدَّارُ |
وقلوبهم ماتت بكفر قاحل |
جدب بشوك قد علاه غبارُ |
بمساوئ الأخلاق كان مسارهم |
فبهم تهاوت وجهة ومسارُ |
والخمر دمرت الذين ترنحوا |
بالسكر شبت في لظاها النارُ |
وظلام جهلهم الشنيع تدحرجت |
فيه الجموع وسادها الإعسارُ |
حتى تبدى النور (أحمد) فانجلت |
عنهم دياجي وانمحت أضرارُ |
وتفيأ الناس الأمانَ ممهدا |
زال العناءُ وولت الأخطارُ |
فالخير حل بأرضنا بالمجتبى |
قد جاء يعلو للجمال مدارُ |
ميلاده الميمون بهجة كوننا |
بالحب تشدو شدوها الأمصارُ |
وتبث واكف عشقها لـ(محمد) |
جهرا لطه المصطفى الأقطارُ |
وله بمدحٍ دافق مسترسل |
تجري بنهر جماله الأشعارُ |
تختار من در الكلام نفائسا |
فيه الزبرجد يحتويه نضارُ |
بسلاسة العقيان تسطر مدحها |
شعراءُ مدح زادها الإكبارُ |
بمقام (أحمد) مدحه غُنْمٌ لنا |
وبشائرٌ ومنائر ٌ وفخارُ |
بربيع تحلو للحبيب مدائحٌ |
فيها الأحبة بالمحبة زاروا |
وتجملت روضات طيبة بالصفا |
لهمُ وأقبل نحوها الزوَّارُ |
يا خير خلق الله إنا كلنا |
شوقٌ وفينا بالحنين قرارُ |
بمدينة الخيرات طيبة حفنا |
بنعيم روضك بالنوال جوارُ |
وتخللت فينا السكينة أضلعا |
وخوافقا حلت بنا الأنوارُ |
حقا فرحنا بالنبي ربيعه |
من حسنه تتنور الأقمارُ |
وتسير فيه الجاريات بأبحر |
وتفيض فينا بالهدى الأنهارُ |
فـ(محمد) للكون رحمة ربه |
و(محمد) نور لنا ونهارُ |
و(محمد) طيب طهور سابغ |
من ظله تتظلل الأشجارُ |
و(محمد) روض جميل يانع |
بمروجه تستمتع الأبرارُ |
و(محمد) بربيعه لاحت لنا |
آلاؤه في نورها استمرارُ |
صلى الإله على النبي وآله |
ما فارقت غيما لها الأمطارُ ! |