فلعلك باخع نفسك على آثارهم ..
أخي أيها الشاكي
أخي أيها الباكي ...
مهما تيممتَ شطر َالعويل ،
وانفَجَرَتْ من ضجيج صراخك كلُ الأحبال الصوتية ...
فما أنت بمسمع من في القبور !
فما وقوفك مصلوبا على صنم .:. لا يستجيب لبث أو مناجاة ؟!
منذ يوم أو بعض يوم كتبت كلاما عن وجعنا هناك ...
ثم عزفت عنه ..
تعريت فيه كثيرا ...
ورأيتني أحد من ينبغي على المارين لحتفهم عبر حمص وحلب أن ينقشوا على ظهره - بأظافرهم - قصة العار ...
لا تجلد نفسك في محراب دَنِس ..
ولا تطلب قطرة حياة من يدٍ ميتة لا تحسن إلا أن تمسك با لـ(آي باد)
نحن موتى...
ووأرواحنا من جسومنا في وحشة
ورعاتنا يتغذون على لحومنا وألباننا ويتدثرونا بجلودنا
لا تصعّر خدك لبَهم قد صنعهم الغرب في معامله .. وأخرجهم من بين تروسه
الفاجرة دُمُىً خرساء ، قد نزع من شريحتهم خاصية الإنسانية ...
ترى نخبتهم الأنيقة أن :
الرقاب التي يفريها الجزار بمُدْيَتِهِ ..
ومناغاة الطفل التي انسكبت من حنجرته دماً سائلاً حاراً ..
والأعراض التي سقت بدمها المسفوح التراب ...
كل ذلك سببه ( إشكالية النص ) !!!
أتصرخ في حانة لا يحسن مرتادوها الرقص إلا في يوم النحر الأكبر ؟!
أم تطلب نقطة شرف بيضاء من دار الدعارة العربية ؟!
لا تبدد السمع في واد يمزقه رجع االأسى حين تفنى فيه صيحاتك
فعش حرا على الدنيا وإلا ... فَمُت لا ترض بالذل المقيم
أنت وحدك أمة ... يراك ربك .. كما يرى عدوك
وكلاكما ماضيان ،
إلى الديان يوم الدين نمضي ... وعند الله تجتمع الخصوم
إنك راحل وهم راحلون ...
راحلون بطاولاتهم وبخورهم وأقلامهم المذهبة والثوب الأكثر بياضا ورائحة الآبار
وراحل أنت بعوسجك ولوزك وأوراقك الخضراء وكريات كرزك والتين والزيتون
كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي ...[
كلمات باقية ماضي ...
لو استحالت الآرض وما حولها من أجرام مَمْحاةً في أيديهم ؛ فلن يقدروا
على محو نقطة واحدة من فوق حرف واحد من هذه الحروف القدسية الباقية ..
ففيها مصرعهم الذي ينتظرون ..
كلنا موتى ... وارواحنا تئن في أجسادنا ،
وسيبقى صراخ وليدنا فَتْلاً مجدولا ،
ينسج بعزمةٍ بريئةٍ خيوطَ أملٍ طاهر لم يصبه رذاذُ دنسٍ بعد ...