في كلّ يوم أصحو مبكراً كالعادة ..أذهب إلى المسجد المجاور أأدي صلاة الفجر ..وأنا عائد أستمتع بتلك الفترة الرائعة والشاعرية في هذا الكون الهائل في أعماق اللانهاية ...هاهي العصافير بدأت أسمع زقزقتها ...الصبح بدأ يشق الأفق ..يلثم النجوم برقة حنونة ويداريها خلفه...ياله من جو رائع هذا اليوم كان ...غدت العصافير من أوكارها مبكرة ..صغارها لازالت في العش تنتظر عودة الأبوين ..
عينيّ تشخص في السماء ..وكأنها تقوم بطقوسها المعهودة لتوديع آخر نجمة تتوارى ببطء خلف المدى المستحيل ...وكأنها تلوح لي ... إلى اللقاء غداً في نفس الزمن ..
الشمس تبدأ في الظهور من أقصى الأفق ..كعروس تطل من خدرها على استحياء ..
لا زلت واقفاً ...اتأمل في قدرة الخالق ...أمد نظري إلى الحد الذي يشتهيه الخيال ...
النسيم العليل يداعب أطرافي ووجهي ..يعبث بأغصان الأشجار فيتساقط ذلك الندى النقي كالألماس من فوق أوراقها ..
أتمتم ( سبحانك ما خلقت هذا باطلاً فقنا عذاب النار )...
ثم أعود إلى منزلي وقد امتلأت قدرة هائلة تكفي لشقاء يوم ...