خذنا إلى الغار .
د. وليد الصراف
نداك سحَّ وشحَّ البرقُ والمطرُ
وفاح في كل أرض ذكرك العطرُ
معناك حمّلته ظهرَ الحروف ولو
حمّلته اظهرَ الاجبال تنكسر
فعطّرت كلّ سطر فيه قد لبثت
بسيرة حيث سارت تأرجُ العِبَر
وسافرت وهي في القرطاس تخبرنا
أنّ الاقامةَ معنى لفظُه السفر
أضاء هديُك في أعماقنا ظُلَما
لم تدرِ عنوانَها شمس ولاقمر
أقسمتُ أنّ قلوبا بعدُ ماخفقت
رايتها في دروب الغيب تنتظر
ياخاصفَ النعل يارهّانَ سابغة
أغنى الرجالِ لهذا الفقرِ يفتقر
قد كان صبرُكَ عامَ الحزنِ مدرسة
تَعلّمَ الصبرُ فيها كيف يصطبر
لو كان حبّك ذنبا لن اتوب ولو
كان اتّهاما فانّي لست أعتذر
العنكبوت بباب الغار قد نسجت
من أوهن الخيط بيتا ليس يندثر
على خطى لحظةِ (اقرا باسم ربّك )اذ
تنزّلت ضبطت ساعاتِها العُصُر
يالحظة كل ماقد مرّ من زمن
فيها من الخلق حتى البعث يُختصر
كالبرقِ طولا وأحقاب بأجمعها
ازاء قامتها أزرى بها القِصَر
خذنا الى الغار ان القصر مطبقة
فيه يداها على اعناقنا الجُدُر
خذنا الى الغار انّا مانزال على
ماانبت الشجرُ المسموم نشتجر
خذنا الى الغار ان المال صار لنا
بيتا نحجّ له جهلا ونعتمر
خذنا الى الغارعلّمنا السلامَ وقل
لنا نجازي بورد الصفح من غدروا
وان مجدَ الالى تاهوا بمجدهمو
اذا اراقوا دمَ الاحرار ينحسر
وان من درجوا نحوالعروش على
جماجمِ الناس لم يرقوا بل انحدروا
وان دمعا بعيني طفلة ثكلت
على جميع جيوش الارض ينتصر