التعليم كان ولا يزال احد الهموم التي يفكر بها الفرد في كل المجتمعات
حاول رودولف شتاينر البحث عن منهاج تعليمي بعيد عن التلقين والاعادة وبحث عن افكار لتطوير مهارات الطفل الروحية والجسدية والعقلية بحيث يستطيع ان يصل الى المعلومة عبر المحاكمة لا عبر التلقين.
في عام ١٩١٩ أنشأ اول مدرسة لاطفال عمال المصانع Waldorf - Stuttgart في المانيا.
لذلك سميت مدارس فالدورف.
- يبدأ الطلاب صباحهم بالغناء والعزف على الفلوت.
- لا تتبع مدارس فالدورف نظام الحصص، بل يتم تدريس موضوع ما لفترة تستمر أسبوعين أو ثلاثة أسابيع، حتى ينتهي هذا الموضوع تمامًا، ويتيح طول الفترة المتاحة للتدريس أن يتناول المعلم مع تلاميذه الموضوع من جميع جهاته المعرفية عن طريق الرسم والنحت والحكاية والموسيقا والغناء والمسرح وحتى الرقص والرياضة والاعمال اليدوية ( حياكة، نجارة، وحدادة في المراحل المتقدمة) والمواد التعليمية متداخلة جدا مع الفن والاسطورة والرحلات في الطبيعة.
- ليس ثمة كتب مدرسية، بل يعتمد الجميع على دفاتر رسم كبيرة نسبياً، تتحول إلى مصدر معلومات للتلميذ، من خلال ما يتم بحثه في الصف، فالتلميذ يصنع مراجعه بنفسه فهو يرسم المعلومات ويكتبها وتتحول هذه الدفاتر الى لوحات.
- لا يوجد تقييم بالعلامات للطلاب، فالمعلم يتابع طلاب الصف يراقب تطور واهتمامات وخصائص كل طالب ويكتب عنه تقارير تفصيلية دورية تحتوي على نمو معارف الطالب وشخصيته، لأن المنهاج التربوي لمدارس فالدورف يرى أن الهدف من هذه الفترة، ليس تلقين التلاميذ المعرفة، وانما ليعيشوها.
فعند دراسة الفيزياء مثلاً لا يقوم المحاضر ببحث الحقائق العلمية فحسب، بل يكون التركيز على تأمل الطبيعة والاندماج معها والحث على الاستقراء.
- التلاميذ الصغار يتعلمون الأرقام، من خلال الثمار التي تلمسها أصابعهم، وتشمها أنوفهم، وترى ألوانها عيونهم، والحروف يدرسونها من خلال تجسيد شكل الحرف بأجسامهم، بتحريك الأذرع والسيقان والرأس وبقية الجسم في الهواء، لرسم صورة الحرف. الرسم يكون بألوان الشمع الطبيعي.
- في المرحلة الثانوية من عمر ١٤-١٩ يبدأ تطوير الفهم الواعي والعقلي الحر والمفاهيم الاخلاقية مثل حس المسؤولية الاجتماعية لكي تتوافق مع تطوير القدرة على التفكير التجريدي والحكم العقلي.
- الحفاظ على البيئة من أهم أهداف المدرسة، لأن التعلم يعتمد على نظرية وحدة الانسان بالكون، لذلك فإن المدارس تقع في الطبيعة، حولها دوما خضرة وأشجار، والمباني المدرسية تحرص على الانسيابية في الشكل، بدون زوايا حادة تصدم العين، كل البيئة المحيطة، لابد أن تكون جميلة ورقيقة ومرتبة.
- تقوم الصفوف بتنظيم حفلات موسيقية وغنائية ومسرحية وتظاهرات فنية بعرض اعمال طلابها وما تم تحضيره خلال السنة الدراسية وبكل الفئات العمرية في صالات كبيرة حيث تلقى اقبالا وحضورا رائعين.
- كل مدرسة تتمتع بالاستقلالية، فإن كل واحدة منها لا تخضع إلا لمساءلة الهيئة التدريسية وأولياء الأمور فقط. والحياة المدرسية تجدها تعيش حالة لاسلطوية فريدة من نوعها بغياب الدارة بشكل تام ( بوجود تعيينات شكلية فقط ). فالجميع (طلاب، اهالي، مدرسون) يتقاسمون العمل بكل مسؤولية وبكل حب للعمل الذين اختاروه. ليس هناك من يقوم بأعمال التنظيف فالطلاب نفسهم ينقسمون الى مجموعات تقوم بتنظيف الصف يوميا عند الانتهاء من الدوام المدرسي بعمل يدوم مدة عشر دقائق.
- حوربت هذه المدارس في فرنسا متهمين اياها بأنها تتبع بدعة دينية ولكن المدرسة قامت برفع دعوى ضد متهميها وحصلت على البراءة من التهم الموجهة لها ولو انها تعد من المدارس النموذجية ونرى اخبار المدرسة ونشاطاتها وابداعات طلابها الا ان الحكومة الفرنسية لا تقوم بدعمها، كما تفعل مع المدارس الخاصة مدعية انها لا تتبع نظام الدولة التدريسي في اسلوبها التعليمي والاداري. الا ان هناك العديد من الدول التي تنتشر فيها بكثرة مثل النروج وهولندا والمانيا واميركا.
- إن المؤيدين لفكر شتاينر، هم من الداعين للاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة، بالاضافة لما توفره المدرسة من اسلوب تعليم حر، ولذلك يرون أن مدارس فالدورف توفر لأطفالهم، هذا النمط المختلف من الحياة، والرؤية المتأملة للكون، وتطوير شخصية تعيش في الطبيعة كجزء منها...
- تؤكد المدرسة على ضرورة احترام العقائد الدينية والتاريخية تبعاً للبلد الذي تقع فيه وتؤكد على عدم خلق صدام مع المحيط الروحي والانساني للتلاميذ بل على العكس ان تنطلق منها للتعرف على كل الحضارات والمعتقدات والالتقاء بها.