وجدت في طريق اليأس الرحمة , لأنه عندما يتحول الأمن خوفاً تفقد الحياة معناها , وتمضي فيه بغير زاد وحيدة تبحث عن نهاية لجراحاتها في منتهاه , فلم تعد قادرة على حملها , ولم يعد في الذاكرة متسع لتخزين ما تراه . فالإنسان يختار أحياناً طريق اليأس عندما يكون هذا الطريق أمله الوحيد !!
هلموا نخرج من هذا الأمن المحيط بنا , ونذهب إلى حيث كلّ شيء قابل للفقد حتى النفس , ومن بين صرخات الأرامل والثكالى نستنتج بأن الياس هو أملها الوحيد , حينها فقط تقبل منّا الإستنكار هذا إذا بقي ما يدعو للإستنكار , كما أنّها لا تستدر العطف بتوجيه الخطابات , فمن لم تؤثر به المذابح والانتهاكات ; لا يلتفت لمجرد الكلمات , لكنها صرخة مؤمنة تبحث لها عن مكان في نفوسكم لعلها تستطيع تحفيزكم لحمل الأمل إلى شعب سكنه اليأس .
لم تجف ينابيعي بعد لكني سأردمها
لم تنتهي كلماتي بعد لكني سأكتمها
وأمضي في طريق اليأس
ليجتث بقايا الأمس ..
بنفس النبرة الصماء أتيتم تطرقون السمع
حسبتم أنها تثنيني العبارات..!!
حسبتم أنني لا زلت أؤمن بالشعارات..!!
عفوكم أيها السادة ..
ففي زمن العمل تفقد معانيها الكلمات
وفي زمن العمل
تنكشف كلّ الوجوه المختبئة في ستار العدل
والمساواة..
عدوان , ترفضه العرب في المحافل والمؤتمرات
سمعناها ...
كلمات تردد في دواخلنا صداها
تبحث عن بقايا أمل
ولكن ما أن فهمناها
مجرد كلمات هكذا عرفناها ...
شكرا لكم أيها السادة ..
حالنا ما عاد يجدي به التنديد
أو الشجب والتهديد ..
ماذا بعد هذه الكلمات ...؟
تسائلنا !
فإذا بنا نفاجأ أنها آخر الخطوات .