المقطع الاول ...من قصيدة ( تقليبات في دفتر الثلج ) .في مديح النبي عليه الصلاة والسلام ...
للشاعر الموصلي : د. جاسم محمد جاسم
كبيرٌ إلى علياكَ أمشي وأعثرُ
كبيرٌ وعشقي من سنينيَ أكبَرُ
كبيرٌ وفي يمناي من غصتي عصا
تهشُّ على ذئبِ الذنوبِ وتزجرُ
كبيرٌ ، وشوقي أُمّةٌ ، وأصابعي
لهيبٌ بأوراق القصيدةِ مبحرُ
دمي عطش الغدران، شيخ جفافها
مليكُ صحاريها ، جناها المكسّرُ
أتيتكَ مخنوقا بحبل عبارتي
وقافيتي دمعٌ ، وحزنيَ مِنبَرُ
وقلبي منارات الطيور، وأحرفي
قبابٌ على أحزانها تتكوّرُ
أنا رفضُ أسماك، بظلمةِ حوضها
تضيقُ بشفافَ الزجاجِ ، وتنقرُ
ومن كان حرُّ الآهِ من شهقاتهِ
تراهُ بغير النارِ والجمرِ يزفُرُ؟
فهبني وأنتَ الماءُ ، ميعادَ غيمةٍ
تُطَمْئنُ فيَّ القحط أن سوفَ أُثمرُ
لعلّي أُكسّرُ جوزَ لغزٍ مراوغٍ
وأحزرُ من دنيايَ ماليسَ يُحزَرُ
بلى الحبُّ زادُ الروح ، ماءُ عروقها
وكم شاحب العينينِ ، والقلبُ اخضرُ
يعافُ لذيذ الزاد مادام قلبُهُ
يصومُ على ذِكْر الحبيبِ ويفطرُ
بلى ، تركتُ الناسَ خِلّا وصاحبا
لأهجرَ مَن لولاكَ ماكنتُ أهجُرُ
لأسرقني مني اليكَ صبابةً
وأترك كلي عند بعضي واحضرُ
وآتيكَ قبلي ، قبلَ عَرضي وجوهري
فيطرق قبلي الباب عَرضٌ وجوهرُ
أتيتكَ مدّاحاً ، أُناطح صخرةً
وشِعري إلى ما قدّمَ الناسُ أزوَرُ
عنادي عناد الطفلِ يركبُ رأسهُ
بذابلِ جفنٍ في سنا الشمسِ ينظرُ
أغازلُ جسرَ الشعرِ من ألف شاطيءٍ
ومالي الى ما أبتغي منكَ معبَرُ
كثيرُكَ لا( كعبٌ ) أَحاطَ قليلَهُ
وإن قالَ أبياتاً على الشمسِ تُنثَرُ
و كم ضاع (شوقيٌّ) بموجِ فيوضهِ
وإن هو فحلٌ أبلجُ الحرفِ مقمرُ
وما أثلجَتْ صدر (البوصيريِّ) قبلَهُ
مواردُ عشقٍ مِن سنا الماءِ تَصدُرُ
فيا فكرةً جلّتْ على حرفِ مادحٍ
وأينَ مديح البدرِ إن قيلَ أنوَرُ؟
وإن وُصِفَ المقدامُ بالبطلِ الذي...
وان قيلَ للجوّادِ : ثرٌّ ومثمِرُ
وإن قيلَ للهادي حليمٌ وسيدٌ
وان قيلَ للغيمِ المعبّأِ ممطرُ
وما ضاربُ الأمثال فيكَ بمنصفٍ
ولكن شبيهُ الشيء بالشيءِ يُذكرُ