على تخوم أنا هنا .. ثاويةإلى أين تمضي .. ياأبيوها قد لمسنا ونحن نهرول نحو الحدود
بأن الهروب وفوضى التخبط
يقاسمنا الأفولْ
يقاسمنا بعض جوع .. بعض الفتات
يقاسمنا الجنونْ
يقاسمنا دجل النهار وظلام الخيامْ
يقاسمنا ظل الظلامْ
رويدًا
رويدًا ...
إلى أين تمضي .. يا أبي
أتتركني هنا طريدة
كزهرة تشتهي الماء حد البكاء حتى الذبولْ ..
في خفقة الريح
تبكي
وتبكي
وتبكي ...
وفي غسق الليالي تحكي ..شَاخَتْ طفولتنا وذوى أكليل الربيع فيّ ..
لم تمت هي بعد ..
لم يفارقني بعض ظلها بعد ..
لم تكن دمُّى
ولا أرجوحةً
ولا حديقةً هي مقبرة الآن !ولكن لم تأتِ في الصبح بعد ..
خذني يا أبي لا تتركني لنهار المبلل بدمعٍ هتونْ
لاتتركني يا أبي ورقة ضائعة بين الفصول
لاتتركني هنا أنتظر شفقة ضائعة بين الضلوع
فلا ملاءةً تغطيني
ولانمارقًا
ولاكفنًا
تجر ثوبه .. والبكاء يشل أنفاسها .. فيختفي الصوت .. وتقد ثوبه من جنب ٍ
وفي حنايا الروح تصيح ...
خذني .. خذني
إلى أين تمضي .. يا أبي
فركت أحداقي لم أرَ سوى جمعيات هي الضياع والتيه للإنسان
وبَلقَع يحتوي ألُوف الخيامْ
لم أسمع إلاّ نهيزًا
وعالم يستبيح دمائنا يستنطق التماثيلَ الخرساءَ.. إغراقًا في طاعةِ الأممِ المنشَطِرة !
أعلم ياأبي أن هنالك جثثًا حولها ذباب
والرؤوس قطعت وألقيت في الحاوياتِ
وأمعاء صغير جارنا تناثرت في وجعِ الزقاق
وأكثرمن مليارونصف عجزوا أن يكونوا مثل هذا الغراب !
ليواروا أحزان الضحى !
وأن هناك عشرات الطلقات مزقت ذا الصباح
رغم كل هذالا أبالي ..!!
خذني .. خذني ..
إلى أين تمضي .. ياأبي
كيف تمتد أذرع الشتاء الجرداء العجفاء ليملأ خواءها ؟!
أتتركني لقَّرّ وزرقة مخيفة
أتتركني لألف رمح سمهري يغتلني
ومكرًا أحمر ينسج أفخاخ البطون !
وليل ينفض لهيب اليتم في أنفاسهِ
أتتركني للآهات ؟؟ .. أغفوا على لهفة ؟!
ويعلو نشيجها ..خذني .. خذني
إلى أين تمضي ... ياأبي
لم تمت هي بعد ..
لم تمت هي بعد ..
أمي هنالك تحت الركام
أمي هنالك تحت الركام .!