الفائض العلمي لدى المعلم، أين يذهب؟ وكيف يختفي؟
يعود المعلم إلى الوراء مهما كان تخصصه عندما يشتغل بالتعليم.
كيف؟
يصل في الجامعة إلى مستوى في تخصصه يفوق كل المراحل السابقة، وعندما يعمل بتدريس تخصصه يقل المستوى الذي ينشغل به، فيظل هناك فائضا علميا، فماذا يكون مصيره؟
في عموم المعلمين يذهب هذا الفائض وينتهي، ويبقى المعلم محصورا في المقررات التي يدرسها.
لماذا؟
لأن مشاكل المقررات العلمية لا تضطره إلى القراءة التخصصية؛ فهي مشاكل محددة مرتبطة بمستوى طلابه.
ويدور جل إبداعه في ابتكار وسائل تربوية تعليمية لإيصال المعلومات، أما المعلومات نفسها فتجمد وتضمر.
ولهذا الأمر نتائج وخيمة.
كيف؟
إنه يبعد المعلم عن طلب المعلومة، وينعكس ذلك بمرور الوقت وطوله على طلابه؛ فإن كلمة البحث وما يتصل بها تبعد وتبهت، وتتكون عادات تفكيره على هذا الجمود والارتباط بالموجود والمتاح، وعدم طلب المزيد؛ مما ينعكس على المدى الطويل على طلابه مباشرة وغير مباشرة.
وهكذا ينتهي هذا الفائض عند من لا يهتم باستخلاص نفسه من أسر عادات الارتباط بالمنهج والمقرر.
كيف يفعل ذلك؟
قد يتضح ذلك في مقال آت، وقد يتضح بأقلامكم تعقيبا وتعليقا؛ فهيا ...!