|
مضى في لهفةٍ والكونُ نائمْ |
يُسَطِّرُ بالدِما أبهى الملاحمْ |
يَغذُّ الخطوَ للرحمنِ شوقاً |
قريرَ العينِ مسروراً وباسمْ |
تبسمَ باسمٌ ودعا جِهَاراً |
إليكم إنني بالموتِ قادمْ |
بزلزلةِ الحزامِ وعصفِ نارٍ |
وقصفِ الرعدِ في صوتِ المقاومْ |
تمنطقَ باللهيبِ وجاء يسعى |
يذيقُ عدُوَّهُ طعمَ الهزائمْ |
يمزقُ جندهُ الحمقى جُذَاذاً |
ولا يُبْقِي على الجثثِ الجماجمْ |
ليبقي زمرةَ الأنذالِ صرعى |
وأنفَ كبيرِهمْ في الأرضِ رَاغمْ |
فتىً عاشَ الحياةَ بعزِّ دينٍ |
وفارقَ أرضه أسَداً يقاومْ |
يزمجرُ في ربا الأقصى كليثٍ |
شديدِ البأسِ منْ أُسْدٍ ضَرَاغِمْ |
لهُ عزمٌ تُدكُّ به الرواسي |
وتصغرُ عند همتِهِ العظَائِمْ |
وتلكَ كتائبُ القَسَّامِ دوماً |
همُ أهلُ التُّقَى أهلُ العزَائِمْ |
يكيدونَ الأعاديَ كلَّ كيْدٍ |
ويَعْلُونَ الحثالةَ بالمناسِمْ |
تَهُبُّ رياحُهمْ كهزيمِ رعدٍ |
فيعصفُ بالعدا لفحُ السَّمَائِمْ |
وهمْ للحِبِّ أعذبُ منْ نشيدٍ |
وألطفُ في الودادِ منَ النسَائِمْ |
صقورُ العزّ فوقَ الشمِّ تسْمُو |
ومنْ يدنو منَ الصِّيدِ القشَاعِمْ! |
وهمْ فخرُ البلادِ بغيرِ زهْوٍ |
بهمْ تزهو القُرَى قبلَ العواصِمْ |
وفخرُ الدينِ ما ظلتْ سماءٌ |
وهمْ فخرُ العروبةِ والأعَاجِمْ |
وهمتهمْ تَطَالُ ذُرى الثُّرَيَّا |
تمدُّ إلى ذُرَى المجدِ السَّلالِمْ |
يعافونَ الحياةَ جفولَ ظبيٍ |
وعيشَ المرءِ في دَعَةِ الحمائمْ |
ونومَ المترفينَ على حريرٍ |
وعربدةَ اللئامِ على الولائمْ |
وسُكْنَى خلوةٍ في دارِ قفرٍ |
وتمتمةَ الكهانةِ والتمائِمْ |
وعيشَ المرجفينَ ولؤمَ طبعٍ |
وغدراً تستحي منهُ الأرَاقِمْ |
وهمْ عَشِقُوا الحياةَ فصولَ عزٍّ |
وصفعَ المعتدينَ وكلِّ ظالِمْ |
وزرعَ الموتِ في جُحْرِ الأفاعي |
وقعقعةَ القذائفِ والصَّوَارِمْ |
وتبني الأُسْدُ في الغابات مجدا |
وبالإذلال تنتحرُ البهائمْ |
وموتُ في سبيلِ اللهِ خيرٌ |
وجناتُ العُلا أحلى الغَنَائِمْ |
تنعمْ ياشهيد فدتك نفسي |
وعشْ فنعيمُها والظلُّ دائمْ |
بكيتكَ ياشهيدُ بدمعِ عيني |
ولا تُبْكِي الفتى إلا العَظَائِمْ |
ولايَدْمَى الفؤادُ بغيرِ فَقْدٍ |
لأنوارِ الهُدَى أهلِ المكارِمْ |
لأبطالِ الكتائبِ والسرايَا |
لمنْ صنعوا على القدسِ المَلاحِمْ |
وللأحباب في غزهْ سلامٌ |
يفيضُ محبةً من قلبِ هائمْ |
وفي بلدِ الخليلِ حبيبُ قلبي |
ومنها ذلك الصقرُ المهاجمْ |
وللضفهْ سلامٌ من محبٍّ |
لها من شعره أقوى العلائمْ |
يُحَمِّلُهُ الصَبَا وبحورَ شعرٍ |
ومثقلةَ الغوادي والغَمَائِمْ |
فليتَ نسيمَها يسري بصدري |
ولي منْ زَهْرِهَا الزاهي العمَائِمْ |
وحبُّ الثائرينَ شفاءُ نفْسِي |
وهمْ أزهارُهَا وهمْ البراعمْ |
وهمْ أغلى منَ التبرِ المصفَّى |
ومنْ أغلى النفائسِ والدراهِمْ |
وهمْ للقدس أجنادٌ وحصنُ |
وهمْ للدينِ منْ أرسَى الدعائِمْ |
بهم تشدو الربا أحلى نشيدٍ |
وتهتف للدُّنا: النصرُ قادمْ |