يَاجِلَّقَ الشَّامِ
إلى مَوْطِنيْ الجَريحِ الّذي يَئِنُّ تَحْتَ وَطْأةِ الإجْرَامِ دُونَ انْتِفاضَةِ
عَـصَبٍ مِنْ إخْوة ِالدّيْنِ والعِرْقِ إلى الشّامِ الّتيْ تَغَنّى بِهَا الْشُّعَرَاءُ
والْسُّمّارُ والْكُتّابُ
تُنْجِيْكَ مِنْ مُبْتَغى الأشْرَارِ يَا وَطَنيْ
عَيْنُ الإلَهِ الّذيْ نَدْعُـو ونَبْتَهِلُ
نَدْعُـوْهُ يَقْتَصُّ مِنْ أوْغَادِ أُمّتِنا
جُمُوْعِ رِجْسٍ فُـنُونَ القَـتْلِ تَخْتَزِلُ
دُعَاةُ شَرٍّ تَـنَزَّتْ مِنْ سَرَائِرِهِمْ
أحْقَادُ عَـصْرٍ فَسَاءَ اليَومَ مَا فَعَـلُوا
ويُنْقِذُ الشَّامَ مِـمَّنْ ثَوْبُهُمْ دَنِسٌ
سُودُ القُلوْبِ بِسَكْبِ الفُحْشِ مَا بَخِلُوا
لِتَرْجِعَ الطّيرُ فَوْقَ الأيْكِ تُطْرِبُهَا
هَـمْساتُ مَوْجٍ وشَطٌ وادِعٌ خَجِلُ
يَا جَـنّةَ اللهِ في أرْضٍ مُبَارَكَةٍ
يَا قِبْلَةَ الرُّوْحِ لوْ حَارَتْ بِهَا السُّبُلُ
يَا جِلَّقَ الشَّامِ يَا نِبْرَاسَ عُـتْمَتِـنَا
لَوْ خَيَّمَ اللَّيلُ مِنْ ذِكْرَاكِ يَـرْتَحِلُ
تَبْقَيَنَ رَغْمَ اشْتِدَادِ الحِقْدِ شَامِخَةً
مَرْفُوعَة َالْهَامِ تَهْوَى طَيفَكِ الْمُقَلُ
شِعَارُكِ الحَقُّ لا تَثْـنِـيكِ لائِمَةٌ
مِنْ بَحْرِ عَدْلِكِ كُلُّ الْقَومِ يَنْتَهِلُ
يَا أقْدَمَ المُدْنِ في الأكْوَانِ قَدْ عُـرِفَتْ
بِذِكْـرِ أمْجَادِكِ التَّارِيْخُ يَكْتَمِلُ
يَزُوْرُكِ الصَّبُّ كَيْ يَرْتَاحَ مِنْ أَرَقٍ
وَأعْيُنُ الغِـيدِ مِنْ رُؤْيَاكِ تَكْتَحِلُ
وَيَبْرَأُ المُدْنَفُ المُعْـتَلُّ مِنْ سَقَمٍ
لَوْ جَاءَ في مَائِكِ المُنْدَاحِ يَغْـتَسِلُ
يَا جِلَّقَ الشَّامِ إنّي عَاشِقٌ ثَمِلٌ
أرْجُوْ الِلقَاءَ لَعَلَّ الجُّرْحَ يَنْدَمِلُ
سِتٌّ عِجَافٌ وسَبْعٌ حَانَ مَطْلَعُهَا
والبُعْـدُعَـنْكِ جَحِيمٌ لَيسَ يُحْتَمَلُ
أدَامَكِ اللهُ للأجْيَالِ مَفْخَرَةً
يَا قَـلْعَةَ المَجْدِ مِنْكِ يُشْرِقُ الأَمَلُ
هُوَ الّذي سَنَّ للإنْسَانِ مَكْرُمَةً
لَكِنَّ مَنْ يَدّعُـوْنَ العَدْلَ قَدْ جَهِلُوا