|
فَلْتَعْذُرِينِي زِدْتُ مِنْ جَدَلِي |
|
|
صَارَت دُمُوعِي لِلْهَوَى رُسُلِي |
لَكِنَّنِي فِي الْبُعْدِ قَاتِلَتِي |
|
|
قَرَّرتُ إِهْدَاءَ الْقَصَائِدَ لِي |
صَمْتُ الْحُرُوفِ إِلَيْكِ يَسْبِقُنِي |
|
|
كَيْ يَزْرِعَ الْأَوْهَامَ فِي سُبُلِي |
ضَاقَتْ بِيَ الْآفَاقُ وَاحْتَرَقَتْ |
|
|
رُوحِي وَزَادَ الْبُعْدُ مِن وَجَلِي |
وَالْقَلْبُ أَعْيَاهُ البُكَاءُ عَلَى |
|
|
ذِكْرَى أَنَارَ طَرِيقَهَا أَمَلِي |
وَأَنَا أَنَا.. مَازِلْتُ مُحْتَفِظًا |
|
|
بِفَمِي وَلَونِ الصَّمْتِ فِي كَسَلِي |
مَزَّقتُ مِنْ جَوْرِ الْأَسَى وَتَرِي |
|
|
وَفَقَأْتُ مِنْ خَوْفِ الدُّجَى مُقَلِي |
وَوَجَدتُنِي رُوحًا تَهِيمُ عَلَى |
|
|
آَلَامِها فِي ضِيقِ مُعْتَقَلِي |
لِي مِنْ جِرَاحِ الْحُبِّ أُغْنِيَتِي |
|
|
وَلَكِ الْخَوَاطِرُ وَالْقَصَائِدُ لِي |
شَاءَ القَضَاءُ بِأَنْ أَعِيشَ هُنَا |
|
|
يَأْتِي إِليَّ الْمَوتُ مِن قِبَلِي |
فَلْتَمْزِجِي دَمْعِي مُعَذِّبَتِي |
|
|
بِدَمِي قُبَيْلَ الْفَجْرِ وَاغْتَسِلِي |
هِيَ رَعْشَةٌ الْقَهْرِ الَّتِي الْتَهَمَتْ |
|
|
فِي جَوْفِ قَلْبِي رَعْشَةَ الْقُبَلِ |
أَنَا مَنْ بَنَى بِالْحُبِّ مَجْدَكِ فِي |
|
|
أَفْيَاءِ دِيْوَانٍ مِنَ الْغَزَلِ |
إِنْ كَانَ ذَاكَ الْقَلْبُ أَكْبَرَ مِنْ |
|
|
قَلْبِي فَعِيْشِي فِيْهِ وَاحْتَفِلِي |
أَوْ طُرْقَةُ الْهُجْرَانِ قَدْ فُرِشَتْ |
|
|
بِالْيَاسَمِينِ فَغَادِرِي سُبُلِي |
إِنِّي أَمُوتُ وَلَا أُرِيدُ سِوَى |
|
|
أَنْ تَذْرِفِي دَمْعًا عَلَى طَلَلِي |
هَا قَدْ أَتَيْتُ وَدَاخِلِي وَجَعِي |
|
|
أَمْضِي وَأَطْيَافُ الْعَذَابِ مَعِي |
مِنْ أَمْسِ جِئْتُ وَعُدَّتِي جَلَدِي |
|
|
وَالْجِلْدُ يَسْتُرُ عَارِيَ الرُّقَعِ |
وَزَرَعْتُ حُبِّي فِي غُيُومِ غَدِي |
|
|
وَدَعَوْتُهَا يَا غَيْمَةُ انْقَشِعِي |
وَقَتَلتُ فِي أَيَّامِ هَجْرِكِ مَا |
|
|
أَحْيَتْ بِيَ الْأَشْوَاقُ مِنْ بِدَعِ |
وَرَجِعْتُ مَشْدُودًا إِلَى أَمَلٍ |
|
|
يَذْوِي وَحُبِّ قَاتِلٍ وَ دَعِي |
مَاذَا فَعَلْتُ؟ أَلَسْتِ مَنْ حَبَكَتْ |
|
|
بِالْحُبِ حَوْلِيَ مُحْكَمَ الخُدَعِ |
نَادَيْتِ رُوْحِي مِنْ غَيَاهِبِهَا: |
|
|
هُبِّي إِلَيَّ وَفِي الْغَرَامِ قَعِي |
وَنَسَجْتِ لَيْلًا مَاجِنًا بِدَمِي |
|
|
يَقْتَاتُ مِنْ زُهْدِي وَمِن وَرَعِي |
وَالْيَوم .. هَا أَنَا ذَا أَمُوتُ وَقَدْ |
|
|
أَلْقَيتِ بِي مِن فَوْقِ مُرْتَفَعِ |
أَرْنُو إِلَيْكِ بِمُقْلَةٍ ذَبُلَتْ |
|
|
فِيْهَا الدُّمُوعُ وَلَا أَزَالُ أَعِي |
وَقَصَائِدِي يَجْتَاحُهَا أَلَمٌ |
|
|
يَجْتَرُّ شَوْقًا فِي مَدَى وَلَعِي |
وَأَنَا وَأَحْزَانِي وَقَافِيَتِي |
|
|
وَالسَّطْرُ .. كَوْنٌ صَارَ مُجْتَمَعِي |
أَهْذِي وَصَوتُ الصَّمْتِ يَجْرَحُنِي |
|
|
إِيَّاكِ أَنْ تُصْغِي وَتَسْتَمِعِي |
أَدْعُوكِ فِي هَمْسٍ يُكَسِّرُنِي |
|
|
إِنِّي كَرِهْتُ هَوَايَ فَاقْتَنِعِي |
مَاذَا جَنَيْتُ لِكَيْ أَعِيْشُ هُنَا |
|
|
خَوْفًا وَأَقْضِي فِيْكِ مِنْ جَزَعِي |
قَطَّعْتِنِي غَدْرًا وَلِي أَمَلٌ |
|
|
أَنْ تَذْرِفِي دَمْعًا عَلَى قِطَعِي |
بَعْدَ انْكِسَارَاتِي أَتَى أَلَمِي |
|
|
يَحْبُو إليَّ مُضَرَّجًا بِدَمِي |
وَيُشِيدُ فِي يَوْمِي جِدَارَ أَسًى |
|
|
وَيُعِيدني لِلَّيلِ وَالظُّلَمِ |
شَابَ الغَرَامُ وَشِبْتُ مُذْ رَحَلَتْ |
|
|
عَنِّي قُيُودٌ أَنْهَكَتْ قَدَمِي |
رُدِّي عَلَيَّ الرُّوحَ قَاتِلَتِي |
|
|
وَخُذِي بِهَا مَا شِئتِ مِن نَدَمِي |
فِي وَجْهِكِ الْفَتَّانِ قَدْ صُلِبَتْ |
|
|
رُوحِي وَوَجْهُ الذِّكْرَيَاتِ قَمِي |
أَنْعَى إِلَيْكِ الْحُبَّ أَدْفِنُهُ |
|
|
وَأَنُوحُ مَذْبُوحًا لِتَبْتَسِمِي |
وَأَرَى الْحُرُوفَ حَزِيْنَةً رَجِعَتْ |
|
|
تَرْوِي جَفَافَ الْسَطْرِ مِن كَلِمِي |
وَتُعِيْدُنِي قَسْرًا لِدَائِرَةٍ |
|
|
ضَاقَتْ عَليَّ وَأَنْهَكَتْ قَلَمِي |
لَو لَمْ تَكُونِي فِي الْحَيَاةِ لَمَا |
|
|
عَانَيْتُ مِنْ حُزْنِي وَمِن سَقَمِي |
عُودِي إِلَى تَارِيْخِ قِصَّتِنَا |
|
|
وَإِلَى قَوَانِينِ الْهَوَى احْتَكِمِي |
أَوْ فَاتْرُكِي دُنْيَايَ وَانْصَرِفِي |
|
|
عَنِّي إِلَى لَاشَيْئِكِ انْهَزِمِي |
مَاذَا يُرِيدُ الْحُبُّ مِن رَجُلٍ |
|
|
خَوْفَ النِّدَاءِ أُصِيبَ بِالصَّمَمِ |
مَاذَا يُرِيدُ الدَّرْبُ مِنْ شَبَحٍ |
|
|
يَمْشِي بِخَطْوٍ خَائِرِ الْقَدَمِ |
مَاذَا يُرِيدُ الْأَمْسُ يَتْبَعُنِي |
|
|
وَأَفِرُّ مِنْهُ مُطَارِدًا قِيَمِي |
مَنْ لِي بِنِسْيَانٍ يُكَفِّنُنِي |
|
|
وَيُعِيْدُنِي قَسْرًا إِلَى عَدَمِي |
أَلَمِي الَّذِي أَحْيَيْتِ صَارَ أَنَا |
|
|
لَا تَذْرِفِي دَمْعًا عَلَى أَلَمِي |