مَغْرُورَةٌ تَشْدُو بِصَوْتِ البُلْبُلِ = إِنْ تَنْأ عَنْ غُصْنٍ نَدِيٍ يَذْبُلِ
غَيْدَاء تَسْتَجْدي الثُرَيّا خَطْوَهَا = خَطَرَتْ عَلَى قَلْبِي فَقُلْتُ لَهَا: اعْتَلِي
وَتَدَلَّلِي مَا شِئْتِ أَنْ تَتَدَلَّلِي
و امضي إلى ضيق المنـــازل رحمـــة =و تتـــابعي نحـــو الصــوائف نســمة
و تســـــــــــــللي فــي كل أذن نغـمـــة = وَتَـجَـوَّلِـي بَـيــنَ الـكَـوَاكِـبِ نَـجْـمَـةً
وَتَسَلَّـلِـي فِــي الـقَـلْـبِ بَـــدْرَ تَـبَـتُّـلِ
لك ما يبوح وما يلوح وما انطوى = ولك الحشاشة لا تقر من الجوى
فخذي العهود فليس ينكثني النوى = وَتَصَوَّرِي مَا رَاقَ مِنْ قَوْلِي هَـوَى
وَتَسَوَّرِي مِحْرَابَ صَمْتِيَ مِـنْ عَـلِ
خبّرتُ نور الحبّ غِبّ الكُنّسِ=والليل والمعنى ببيت المقدسِ
والكاظمين الغيظ فرط تمرّسِ= إِنِّـي بِإِبْـرِيـقِ الـمَـحَـبَّةِ أَحْتَـسِي
جَــدْبَ المَشَـاعِـرِ فِـــي الـقُـلُـوبِ الـعُــذَّلِ
أمشي إلى سَعَة التَّحلُّم حازما =ما همَّني إنْ عُـدْتُ يـومًا ســــــالما
يرتادُني صبري فأرجعُ غانما= وَأَلُـوكُ مِـنْ هَـرَجِ الحَـوَادِثِ بَاسِمـا
جَنَفَ الـوَرَى وَأَغُـضُّ عَمَّـنْ يَأْتَلِـي
في برزخ الأسرار خفقٌ للهوى =ما إنْ تردّدُهُ استَقَامَ ولا التَوَى
لكنّما والصدقُ نعْمَ المنطوَى =ما انفكّ يمنعُني التورّعُ في الجوى
حتّى جنيتُ على غريب المنزل
حتى إذا طفحت مباهج موردي= وانبتّ حزني يا عبيرَ الموعدِ
فبرَوْح تحناني وعزم تودّدي=أسعى بأجنحة الخيال إلى غدي
وأعيد من ذكـــرى الزمان الأوّلِ
ذِكرَى زَمَانٍ بِالسَّناءِ تَطَيَّبا = إِنْ تَغْضَبِ النَّجْمَاتُ بَدْرِي اسْتَعْتَبَا
فِي دَوْحَةٍ كَانَتْ لِحُبِّي مَلْعَبا= زَمَـــنٌ بِـــهِ خَـلّـفْـتُ أَيَّــــامَ الـصِّـبَــا
وَتَـرَكْــتُ طِـيــبَ تَـهَـلُّـلِـي وَتَـأَثُّـلِــي