|
أفتـّحُ أوراقي فيحضنني الصمتُ |
و أرخي حروفا بحّ في حبرها الكبتُ |
أداري خيالات تطوف بسحنتي |
و انتف ما في الغيب لقنني الوقت |
و اغرف من فيض انتفائي سحابة |
تدلت تحاياها فخاصمني الموت |
أراني هنا في ساحة الحشر مبهما |
أدير كؤوسا لم يذق وصفها نعت |
أمد احتضاري في البياض تدعني |
إلى شهقة اللقيا رؤى ما لها سمت |
رؤى تلج المعنى فيغدو مواربا |
كباب انتظاري حين ينكرني البخت |
على صفحات التيه ارسم خطوتي |
خرائط خوف يحتويني إذا بحت |
أنا رعشة الأشلاء إن غنت المدى |
أنا دهشة الارماس إن زارها ميت |
تركت مواويلي معفرة الصدى |
تئن كليلي ثم في المشتهى غبت |
و خضت مدارات انبهاري كزورق |
تدلـّـــلــه أمواج بحري إذا سحت |
سأرسم شطآن المسرة زرقة |
كهذي التي تندى أمامي إذا صحت |
و ادني تلاويح المناديل إن جثت |
على كف أمي و انتشى دمعها البحت |
و اعبر تيارا يدوخ وجهتي |
فيلهث صمت الخوف حين يُرى التحت |
تميس المنايا بين أشرعة المدى |
فاهتف لي بين الحنايا:لقد ضعتُ !! |
و أشعل للذكرى فتيلا فوافني |
عساني إذا نبهت بوصلتي فزت |
أرى في دموع الموج ملح اعتذاره |
أرى كفه تمتد نحوي إذا ملت |
أغيثي سبيلي يا مزارات غفوتي |
و لا تطفئي نجم الإياب إذا تهت |
ستحيى منارات الضياع و إن غفت |
و يلهو بألواحي الردى إن أنا حرت |
إذا سايرتني لطخة النور في غدي |
فلا احد يسبي ضيائي و لا سبت |
أنيري دهاليز الخواء بنظرتي |
و لا تقرئي يا أمّ ما سطر البخت |
و صبي نبيذ الوحي تصحُ نوار سي |
و غطي سماء البوح إن نطق الصمتُ |
وهران -حبيب بن مالك |
|