يا شاعري مالي أراكَ مُخبّطًا
تُجري التولع في القصيدِ فتعشقُ
يا شاعري مالي أراكَ مذبذب
لا تدري هل هذا الفؤادُ سَيَخفُقُ
و تروحُ تكتبُ في الهيام ملاحمًا
عجبي تهيمُ و لستَ أنتَ العاشقُ
و ينام خلق الله دونك في الدجى
و تنام مفتوحَ الجفونِ موأرقُ
و إذا الصباحُ بدا و شعَّ ضياءهُ
أبصرتُ فيكَ الحزن مُرا يُعلَقُ
تَهوى السُكونَ فَلستَ إلا أنجمًا
بَرَقت لِحينٍ فالصباحُ سَيشرقُ
تهوى الظلام بهِ تفيضُ مَحاجرًا
سَهِرت لفرط الحب فيه ترقرقُ
يا شاعري إني أحبك و الذي
رَفَعَ السماء فلستُ فيكَ أصَدِقُ
يا شاعري لو كانَ قلبُكَ عاليًا
لـرأيتَ قلبي للـعُلا يَـتَسلَقُ
يا شاعري لو كان حَرفُكَ نابضًا
للحبِ يَسكنُ .. للعلا مُتَشَوقُ
يا شاعري لو كنتَ أنتَ بِعزةٍ
كالليثِ في صورِ الحياةِ تُحَدِقُ
أو كنتَ رمزًا ما حييت أضاء لي
دربًا من العزماتِ فيهِ أسابقُ
أو كُنتَ لي في النائباتِ مُسانِدًا
رجلا أرى فيهِ الرُجولة تنطقُ
لرأيتُ فيكَ أشاعري عُمق المنى
و رسمتُ فيكِ قصيدةً تتـدفقُ
و نقشتُ اسمكَ و ارتويتُ حروفهُ
اسم تـلألأ بالجـمالِ سَيبرقُ
اسم لِمَن حَمَل الهُموم بجوفِهِ
و مضى إلى الأرجاءِ عزمٌ يَطرقُ
في خطوهِ وقعُ العِظامِ إذا مشوا
و بشعرهِ حُسن المعاني تُغدَقُ
و لصوتِ حَرفِهِ قعقعات جُلُّها
تُحي نفوسًا بالسفاسفِ تَنعِقُ
يا شاعري دعنا نُجَدِدُ عَـهدنا
في الحبِ لا أخشى مُحِبًا يَصدقُ
ذاكَ الذي أخشاهُ شيطانًا أرى
فيه إلتباسُ الشعرِ حِسا يُسرَقُ
ما أنتَ يا من بالحنايا احتوى
نـبضًا شفيفًا للمطامحِ يَـرمقُ
ما أنتَ يا روحًا تَوهَجَ حِسُّها
كَـتَبتْ مـشاعرَ أمة تَـتَمزقُ
ما أنتَ إلا شـاعرًا مــتبخترًا
نَـسْجُ القصيدِ بخفقهِ يتــرفّقُ
مـا أنتَ إلا مِـنّة مـن خـالقٍ
وهبَ البيان فلستَ أنتَ الأخرقُ
دُمتَ اعتباري يَوم تَرقى سُلمًا
أهوى بهِ عِزَّ الصعود و أعشقُ
(
)
(
)
(
:NJ: