تبسيط قواعد العربيّة – 1 –
* الكلامُ المُفيدُ لا يُؤدّى بالكلمة المُفردة ، وإنّما بالجُملة ؛ فالجُملةُ هي التي تنقلُ لذهنِ المُتلقّي كلاماً مُفيداً يحملُ معنىً تامّاً .
وأركانُ الجُملةِ في العربيّة ستة : الفعل ، والاسم ، والضمير ، والصفة ، والظرف ، والحرف . وقد وُضعتْ لهذه الأركان الستةِ أحكامٌ وأسسٌ تُدعى " قواعدُ اللغةِ العربيةِ " . وسنتكلم – بإذن الله – في هذا البحث عن كلّ رُكنٍ منها ، بشكلٍ مُبسّطٍ جدّاً . والله الموفّق .
* أولاً : الفعل :
==========
- لفظٌ يدلّ على حدَثٍ مُقترنٍ بزمان . تأمّلْ الأفعالَ التاليةَ : ( دَرَسَ – يدرسُ – ادْرسْ ) تجد ما يلي :
درسَ : لفظٌ يدلّ في الوقتِ نفسِهِ على حدثِ الدراسة ، وعلى زمانِه ( الماضي ) .
يدرسُ : لفظٌ يدلّ في الوقتِ نفسِهِ على حدثِ الدراسة ، وعلى زمانِه ( الحاضر ) .
ادرسْ : لفظٌ يدلّ في الوقتِ نفسِهِ على حدثِ الدراسة ، وعلى زمانِه ( المستقبل ) ، لأنه فعل أمر والمأمور يُنفّذ الأمرَ بعدَ أن يُؤمَرَ ، أي في المستقبل .
إذن : يُقسَم الفعلُ من حيثُ زمانُه إلى : ماضٍ ، ومُضارعٍ ، وأمرٍ .
* الفعلُ الماضي :
==========
يدلّ على حالةٍ أو حَدَثٍ في زمانٍ مَضى : عَرَفَ – حَدّثَ ..
* الفعل المضارع :
==========
يدلّ على حالةٍ أو حَدَثٍ في الحال : يَعرِفُ – يُحدّثُ ، ويُصاغ الفعلُ المُضارعُ من الماضي بزيادةِ أحرفٍ مُحدّدةٍ تُسمّى " أحرفُ المُضارَعة " مجموعة بكلمة ( أنيت ) :
( الهمزة ) عَرَفَ : أعرِفُ ، حَدّثَ : أحَدّثُ .
( النون ) عَرَفَ : نَعرِفُ ، حَدّثَ : نُحدّثُ .
( الياء ) عَرَفَ : يَعرِفُ ، حَدّثَ : يُحدّثُ .
( التاء ) عَرَفَ : تعرِفُ ، حَدّثَ : تُحدّثُ .
وأحرفُ المُضارعة هذه تُفتَحُ إذا كان الماضي ثُلاثيّاً ( أَعرف – نَعرف – يَعرِف – تَعرف ) وتُضمّ إذا كان الماضي رباعيّاً ( أُحدّث – نُحدّثُ – يُحدّثُ – تُحدّثُ ) .
* فعل الأمر :
========
صيغةٌ يُطلَبُ بها فعلٌ في المستقبل ، ويُصاغُ من المُضارع بحذف حرف المُضـارعة منه ، نتعلّمُ : تَعَلّمْ وإذا كانَ الحرفُ الذي بعدَ حرفِ المُضارعة ساكِناً نُضيفُ همزة ،يَضْربُ : اِضْرِبْ ، نَكْتبُ : اُكتُبْ . لأنّ العربَ لا تبدأ بساكنٍ ، ولا تقف على متحرّك .
- يُختصّ الأمرُ بالمُخاطَب ، أمّا المجهولُ والغائبُ والمتكلمُ فأمرُهم يُصاغُ بزيادة لامٍ مكسورة في الأول : لِيَضْرِبْ فُلانٌ – لِيأكُلْ فُلانٌ – لِنَذْهَبْ إلى البستان ...
* البِناءُ :
=======
الأفعالُ المَبنيّةُ هي التي لا تتغيّرُ حركة آخرِها بتغيّرِ العاملِ فيها ، أي لا تتغيّرُ حركةُ حرفِها الأخيرِ أينما وقعت في الجملة ، وهي الماضي ، والأمر ، والمضارع أحياناً . وإليكم البيان :
- الفعلُ الماضي :
مبنيٌ على الفتحِ أصلاً ( كَتَبَ – أكلَ – نامَ .. ) ولكنه يُبنى على الضمّ ( أي تتغيّر الفتحةُ إلى ضمة ) إذا اتّصلَ بواو الجماعة ( كَتَبُوا – أكلُوا – نامُوا .. ) . ويُبنى على السكون ( تتغيّر الفتحة إلى سكون ) إذا اتّصل بضمير الفاعل ( كتَبْتُ – كَتَبْتِ – كَتَبْنا – كَتَبْنَ )
- فعلُ الأمر : مُتعدد أحوالِ البناء :
1- فهو مبنيٌ أصلاً على السكون ( اِلعبْ – سافِرْ – اُصدقْ .. )
2- وإذا كانَ مُعتلَ الآخر ( أي حرفه الأخير الياء أو الواو أو الألف ) فإنه يُبنى على حذف حرف العلّة :
- اِرْمِ : فعل أمر مبني على حذف حرف العلّة ( الياء )
- اُنْجُ : فعل أمر مبني على حذف حرف العلّة ( الواو )
- اِلْقَ : فعل أمر مبني على حذف حرف العلّة ( الألف )
3- وإذا كان للمؤنث أو المُثنى أو الجمع فإنه يُبنى على حذف النون : ( اكتُبي – اكتُبا – اكتُبوا ) لأن مُضارعَ هذه الأفعال تنتهي بالنون ( تكتبين – تكتبان – تكتبون )
4- وإذا اتصل بنون التوكيد فإنه يُبنى على الفتح : ( اِضْرِبَنّ – اِضْرِبَنْ )
- الفعل المضارع :
- يُبنى على الفتح إذا اتصل بنون التوكيد : ( لَنَدْرُسَنّ – لَنَدْرُسَنْ )
- ويُبنى على السكون إذا اتصلَ بنون التأنيث : ( يَدْرُسْنَ – يَكْتُبْنَ )
* الفعلُ المُعْرَبُ *
========
الفعلُ المُعربُ هو الذي يتغيّر آخرُهُ بحسبِ ما يؤثر به من عوامل ، ولا يُعربُ إلا المُضارعُ فقط ( ورأينا قبلَ قليل أن المُضارع يكون مَبْنيّاً أحياناً ) إذن فالمُضارعُ قد يكون مرفوعاً وقد يكونُ منصوباً وقد يكون مجزوماً ، فلنتابعْ تفصيلَ ذلك :
- رفعُ المضارع : المُضارع مرفوعٌ أصلاً ، وعلامة رفعه :
أ- الضمة : ( يأكلُ – يضربُ – يلعبُ .. )
ب – ثبوت النون في الأفعال الخمسة ( سنبيّنها بعد قليل ) : ( تضربين – تضرِبان – تضرِبون – يضرِبان – يضرِبون ) .
* ما هي الأفعالُ الخمسة ؟
أذكر حين كنتُ في الصف السادس الابتدائي أنه جاءنا في الصفّ مجموعة من طلاب معهدِ المُعلّمين لينفّذ أحدُهم علينا درساً في النحوِ ، ومعهم الأستاذ المُشرف عليهم ، وكان موضوع الدرس " الأفعال الخمسة " وحين انتهى المعلم المتدرب من شرح الدرس قام المُشرف وسألنا هذا السؤال : لماذا سُمّيت الأفعال الخمسة بهذا الاسم ؟ فلم يُجب أحدٌ منّا ! فأجاب هو ضاحكاً : لأنها خمسة ! فضحكنا جميعاً ..
فكيف " خمسة " ؟ لنأخذ مثلاً الفعل ( يدرسُ ) ولْنغيّرْ صيغته خمسَ مرّات :
1- حين نُخاطب المفرد المؤنث ، نقول لها : تَدرُسين .
2- حين نُخاطب اثنين نقول لهما : تَدرُسان .
3- حين نتكلم عن اثنين غائبَين نقول عنهما : يَدْرُسان .
4- حين نُخاطبُ جمعاً مُذكّراً نقولُ له : تَدْرسون .
5- حين نتكلم عن جمعٍ مذكرٍ غائبٍ نقول عنهم : يَدرُسون .
والآن لو عددنا الأفعالَ التي نتجتْ عن هذا التصريفِ لوجدناها خمسة : ( تدرسين – تدرسان – يدرسان – تدرسون – يدرسون ) إذن فالأفعال الخمسة هي : الفعلُ المُضارع أُلحقت به ياءُ المُخاطبة المؤنثة ، وألف الاثنين ، وواو الجماعة .
و الآن نعود إلى بحثِنا
- نصبُ المُضارع :
الفعلُ المُضارع – كما مر بنا – مرفوعٌ أصلاً ، لكنه يُنصب إذا سُبق بإحدى الأدوات الناصبة ، ونذكر هنا أشهرها وأهمّها : ( أنْ – لَنْ – كَيْ – لام التعليل – حتى ) وهناك غيرُها ، نتركها لكيلا نُشوّش ذهن الطالب بذكرِها .
وعلامةُ نصب المُضارعِ الفتحة ، إلاّ إذا كان من الأفعال الخمسة فإنّ علامة نصبه حينها حذف النون نقول – لنْ ينجحَ الطالبُ الكسولُ – أحبّ أنْ أدرسَ لأنجحَ كيْ أصبحَ إنساناً يُشارُ إليه بالبَنان . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لن يؤمنَ أحدُكم حتّى يُحبَّ لأخيه ما يُحبّ لنفسِهِ " , و لن تنالوا البر حتى تؤمنوا .
- جزم المُضارع :
يُجزم المُضارعُ إذا سبقته إحدى الجوازم ، وعلامة جزمه السكون ، أو حذف حرف العلّة إذا كان معتلّ الآخر .
أو حذف النون إذا كان من الأفعال الخمسة ؛ ومن الجوازم : ( لَمْ – لَمّا – لام الأمر – لا الناهية ) . تقول : لمْ أقرأ الكتابَ لأنّكَ لَمّا تُحْضرْه لي بعدُ ، فَلْتُحْضرْهُ لي غداً ، لا تَنسَ ذلك ؛ و لْتشهدوا - أيها القرّاءُ - على ما قلناه .
وكذلك يُجزم المُضارعُ إذا سُبقَ بأدوات الشرط الجازمة : إنْ ، وبقيّة أسماء الشرط ( مَنْ – ما – مهما – متى – أيّان – إذْ ما – أينَ – أنّى – حيثُما – أيّ – كَيْفَما ) .
وللبحث بقيّة إن شاء الله