زَمَنـي مـــضى أمْ جِئتُ قبلَ زماني[/align]
أمْ أنّنـــي وافــيــتُ غــيرَ مــكــاني
أجِــدُ الغَـرابــةَ هاهنــا مــذهُــولَةً
تــهذي وتُـرْغِـمُني على الهَـــذَيانِ
وأرى الحقــيقةَ ذا عُيُــونٍ جــــمّةٍ
لكنْ مُـــقَــــلّعــةٍ مــن الأجــــــفانِ
وأرى المَواطِنَ أصبَحَتْ مدْسُوْسـةً
حُــمْـقاً أثــارَ غــريــزةَ الطُــغْيــانِ
هــذا الفتى أدْمَـتْ سـهامُ لسانِهِ
مُـهَجَ العدى وغـــدا مع العُـــدوانِ
ذاك الإمــامُ دعــا إلى إحــراقِــهم
واليـــــومَ ينفــي ما إليــهِ دعاني
شَعْــبٌ تُصــادَرُ مِنْــهُ كُلُّ حُـقُوقِهِ
من بضعِ شرذمةٍ وبعضِ هوانِ
وإذا يَـــثُــورُ رجـــالُهُ لحُــقُــوقِـــهِ
بالـجُبْــنِ سانَــدَهُـم وبالخــذلانِ
لَعَنَ الثُّــلايا الشّعْبَ إذ جَـبُـنُـوْا بِهِ
فاليـــومَ نَحْـمِــلُ وزرَ كُــلِّ جبــانِ
شُــهَداؤنا يَتَـحَسَّــرون وقـــد رأَوْا
أرواحَــهُــم ذهَــبَتْ بــلا أثــمــانِ
دَفَـعُـوا النفوسَ فِدى البلادِ فَحرَّرُوا
ها مِنْ يَدِ الطّاغي إلى الشيـطانِ
فلـــقد تَـناوَبَـها الـولاةُ بِشــهــوةٍ
فهـيَ البغـيُّ وهُــم بُــغـاةُ زواني
هُـم مــا رَعَــوا إلّاً بهـــــا أو ذمّــةً
وهــيَ الفــؤادُ الخِــصبُ للرعيـانِ
وهــنالك الحَــمْـدِيُّ تلــك دِمَــاؤهُ
تنهــلُّ ساخنــةً على الأكــفـــانِ
تَتَحــسّرُ الطّــلَقَاتُ تَلْــعَنُ أهــلَها
ويْــلاهُ أَرْدَيْــنا ضُحــى الأوطــــانِ
فلقـد وَجَــدْنا قَــلْبَــهُ مُــدُنـاً بـها
يرعــــى ويفدي شَعْبَهُ بتَفَــاني
نــأسى لأنّــا ما قتلْنــا واحـــــداً
بــلْ أُمَّــــةً كــانت بقـلبٍ حــاني
والنورُ مَسْغَبةُ اللُصُــوصِ وخزيهم
أفَــيَـتْـرُكُــونَ مُكبِّـــلَ القُــرْصــانِ
كــمْ ثَــوْرةٍ نَجَحَتْ وَعُـــدْنا مثلما
كُنّــا، نــثـورُ على ظَــلُــومٍ ثـاني؟!
فَـمَـبادئُ الثُّــوّارِ تـلْـقى حَـتْــفَها
مَعَهُــم وَيُعْــشبُ مَبْــدأُ الحَيَوانِ
لم يَبْــقَ ما نحيا لهُ حتّى الهُـدى
أضْـحى قنــاعــاً زائــفَ الإيمــانِ
وهناكَ مسئولونَ كُرْسيٌّ على الـ
كُـرْسِيِّ عِيْــدانٌ على العيـــدانِ
وهُــناكَ أَسْتـذَةُ الحَمِيْرِ تُريدُ مِنّــ
ــا أنْ نُجيــدَ نهيــقَ كُــلِّ أَتَـــانِ
والأسْتَــذاتُ الآدَمِـــيّةُ هل تَـرى
عند البَــهائمِ موطنَ استحسانِ
نَسْتَوْرِدُ الجهْـلَ المُعَـلَّبَ من بِلا
دِ الآخَـريــــنَ بِأَبْهَــظِ الأثْمــــانِ
وإذا شكَوْتَ فـــسادَ أيّـــةِ عُــلْبَةٍ
قالــوا كفــرتَ بأجمـــعِ الأديــانِ
أَوَنَـبْـتَـنــــي وَطَــــناً بِتلــكَ قِـيادةٍ
أيَقُـــومُ بَـيْـتٌ مــــا بــلا عــمْدانِ
بينَ القِـيادةِ والقُـــوَادةِ عِــلّـــــةٌ
تَتَنـــــاوبُ العِــلّاتُ في الأوطانِ
تلك البهيمةُ إنْ جهلتَ شُكُـولَها
فاعْرِفْ إِذِ الأذنـابُ في الأذْقَــانِ
ليس الجميعَ فإنَّ في أوساطِهِم
بَشَـراً وبِــالتَّـجْــرِيْبِ يتّــضِحـانِ
كُــنّا نُفــرِّقُ بيــنَ وَجْـهِ عـدوِّنــا
وَصَـــديْــقِـنا واليـــومَ يَـتّـفِـقـانِ
دِيْـــــنٌ ومِـنْـهاجٌ وَرُسْــلٌ إنّــما
(لـمْ ننسَ بعْــدُ عــبادةَ الأوثــانِ)
فَـاكْـفُرْ بِمَنْ كَفَرُوْا بِكُـلِّ حُقُوقِنا
فَــلَقَدْ كَـفَـرْتَ بِمَبْــدَإِ الشّيـطانِ