طِراد .
أتعجبُ من ماذا فقد طفحَ الكيلُ .. وأقلقَ من نومي وأنكرني العقلُ
وشرَّدَ من ذاك الذي كان حالماً .. وقرَّبَ من هذا الذي عزُّهُ الذلُ
أعيشُ بلاداً يُنكرُ الطيرُ عشَّهُ .. ويجحدهُ غصنٌ ويَزري بهِ حقلُ
مساءُ مطارٍ موحشُ الجوِّ باردٌ .. وأسعدَ من يهوى قوافلُهُ الليلُ
خواطرُ ماذا ؟! لا سوابق َ مزنةٍ ..تمدُّ ولا صحوٌ من الطيف لا يألو
تشيِّعُ في نفسي الظنونُ سنابلاً .. من الشوقِ لا ماءٌ يلذُّ ولا قول
أتبصرني أني على غير وجهةٍ .. أطيرُ وأني لا يبارحني النقلُ ؟
وأيَّةُ دنيا لا تسعني ذميمةٌ .. وكلُّ ركوبٍ أخرقٌ لو كانت الخيل
وكلُّ معاني الوجدِ أيكٌ مطرِّبٌ .. وكلُّ غريبِ الدارِ عازفهُ القتلُ
أطاردُ في نفسي بقايا كرامةٍ .. وأوعظها والنصلُ يردفهُ نصلُ
كأن رذاذَ الضوءِ أجفانُ واديٍ .. من النمل في نفسي يُغالبهُ نملُ
ترددُ في عيني وتحت جوانحي.. طلائعُ شوقٍ واتراتٌ لها زَجْلُ
إذا نزلتْ سطراً تقلَّبَ دفترٌ .. تقلبَ طيرٍ ضلَّ موطنُهُ الأصلُ