|
قنطرة |
مُلقىً على بابٍ أتوقُ لأكسرَهْ |
هذا أنا مستوحشٌ بين الورى |
أتنكّروا أم هيئتي متنكرة؟ |
أأفرُّ من دنيايَ أم هي رغبةٌ |
تجتاحُني فإذا الظنونُ مبعثرة؟ |
أشتدُّ في كبدِ الحياةِ طريدةً |
عشواءَ فرّتْ دهشةً من قسورة |
كابوسُ عيشٍ يستبيحُ قرارتي |
يهوي على فزِعٍ تدحرجَ كالكرة |
قلبي تصحّرَ غيرُ همٍّ كالغضا |
فيه،وهل غيرُ الغضا قد صَحّره! |
ورفاتُ أحلامِ الصبا متناثرٌ |
في قاعِ ذاكرةٍ تعافُ تذكُّرَهْ |
كلُّ المنى ماتت سوى موتٍ غدا |
حلمًا وحيدًا باحثًا عن مقبرة |
روحي سجينةُ طينةٍ،ملتاثةٍ |
فمتى كما جاءتْ تعودُ مطهّرة؟ |
جسدي هنا مُمياءُ فرعونيةٌ |
والروحُ في نورِ المعارجِ قُبّرة |
تسري على متنِ البُراقِ لسِدرةٍ |
بيني وبين السدرِ ثمّةَ قنطرة |
ما جازَها إلا الألى أوهامَهم |
خلعوا فتلك عيونُهم مستبصِرة |
بيني وبين الراحلينَ برازخٌ |
يتساءلونَ عن ابنِهم:ما أخّره؟ |
ذهبوا بكلِّ بشاشتي ووضاءتي |
وتُركتُ أعشى خلفَ موتٍ لم يرهْ |
دنيا وإن أمرعتَ فيها دِمنةٌ |
لا تخدعنْك طحالبٌ مخضوضرة |
ومياهُ عمرِك كالسرابِ بقيعةٍ |
إلا الردى حقٌ وسُحْبٌ ممطرة |
تأتي على قدَرٍ وتأبى رجعةً؟ |
قُتلَ ابنُ آدمَ-لو وفى-ما أكفرَه! |
ما أطولَ السفرَ الأخيرَ لمتعَبٍ! |
وعلى المُرفَّهِ عيشُهُ ما أقصرَه! |
قمرٌ يماطلُ والرقادُ مسوَّفٌ |
فمتى تهدهدُني الليالي المقمرة |
في داخلي يكتنُّ بركانٌ إذا |
ما مسّني ثلجُ المنيةِ سَعّرَهْ |
كم ليلةٍ أغمضتُ عيني حالمًا |
متمثّلًا لحظاتِ موتٍ مبهِرة |
شيئًا فشيئًا ترتخي مني يدٌ |
وتدِبُّ في الشريانِ خمرٌ مُسكِرة |
الآنَ أُغلقُ دفّتيِّ حكايتي |
رُفعَ اليراعُ إذًا وجفّتْ مَحبرة.ِِ |