بوَادِ الطَّلْحِ مرتعُهُ == وَفي الحــمراءِ مَرْبَعُهُ
حنينٌ كَانَ مِنْ زَمَنٌ == كَأَنِّي الآنَ أســمَعُهُ
يُرتّلُ لحن غربته == بما تملي مدامعُـــــهُ
بقلب عاد للذكرى == ولـمَّا يَحْنُ مُولِــــــعُهُ
بحسرة عاشق ولَّى== على رغـــمٍ يودعه
تؤرقه مواجعه == فتطرده مضاجــــــــــــعه
وتنهره إذا ما نـــــــــــــــــــــام أحلام تروعه
وتهزمه إذا ما حـــــــــــــــنَّ للأحباب أدمعه
تُعَذِّبُهُ محاسنهم == فتخـــــــــــذله روائعه
وتهجره إذا ما عــــــــــــاد مِنْ سفرٍ مراتِعُه
فلا صَحْوٌ يســـــــاعده == ولا سُكْرٌ يُمَتِّعُهُ
على تلك التي كانت= بأندلــسٍ تشعشعه
يُنَاغِيهَا وقد هدأت == توادعُهُ وتتــــــــبعُهُ
بأفكار وأذكار == لـــــــــــــها تمتاحُ أضْلُعُهُ
وأوتار وأشعار == بِهَا يرْتاحُ مَضْـــــــــجَعُهُ
فلا ليل كليلته == إذا عَنَّتْ مَرَابِعُـــــــــــهُ
ولا باكٍ كعَبْرَتِهِ == إذا ما لاَحَ لامعــــــــــه
يقارع يأسه عبثا== وسيف اليأس يصرعه
هي الذكرى، وكم يحــتاجُ للذكرى مُضيِّعُهُ
لعلَّ الطَّلْحَ يَذْكُرُنَا == فَتُطْرِبُنا سَــــوَاجِعُهُ
ويبسم ثغره شعرا == فتسلينا روائــــعه
وتغرينا غــــــــدائره == كما تغري براقعه
لعلَّ الصُّبْحَ يَصْحَبُنَا == إلى ربعٍ نوادعُـــهُ
إلى فردوس أندلسي = إلى الحمراء أتبعه