أخي الشاعر صابر أرجو أن يتسع صبرك لبعض النقاش فالعمل الجيد هو ما ولّد أفكاراً وجدالاً كما تعلم، قال المتنبي: ( ويسهر الخلق جراها ويختصم ) عزيزي الفاضل:لايمكن علاج الفقر أو آثاره بأفضل مما عالجه به ديننا الحنيف في كتاب الله سبحانه وتعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم .الغنيُ يتواضع للفقير ويعطيه مما أعطاه الله والفقير يغبط الغني ولايحسده ويفرح لمنّة الله على أخيه بالغنى ويصبرُ على ابتلاء الله له ويؤّمل ما عند الله !وأنت تعرف تفصيل ذلك فلاداعي لشرح ماتعرفه .أما عن( كون الانسان لايوزن بالمال في وجهة نظري البريئة) فهذه ليست وجهة نظري أخي بل هي حكم الله سبحانه وتعالى في قوله ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) وهو مايجبُ أن نحكم به على أنفسنا وعلى الآخرين ونقيس بها أنفسنا والآخرين ... تقوى الله سبحانه وتعالى أولا ثم مقدار ما يقدم المرء من خير للمجتمع بدءً بأهله :(خيركم خيركم لأهله ) الحديث ثم للناس( أحبُّ الخلق إلى الله أنفعهم للناس) الحديث صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم .أما المجتمع فهو نحنُ فالناس يرونك كما ترى نفسك ويضعونك حيث تضع نفسك فلو كنت فقيرا معدما مطحونا ولديك ثقة بنفسك ورضا بقسمة الله لك فلن تشعر بترفع الغني عليك بل ستشعر بالشفقة على ذلك المتكبر المسكين الذي أورد نفسه الهلاك بكبره عليك.
تقول :( لا اعرف كيف تولدت لديك) في فكرة الحسد أولست القائل :فإن تقولوا حسود ذاك مقصدكم .ومن المعروف أن الحسد لايأتي إلا من شيئيين فقدُ نعمةٍ أو كبرٌ بنعمة، فالفقير يحسد الغني لفقده لنعمة لدى الغنى والغني يحسد الفقير إذا أوتي نعمة تكبُّرا منه على الفقير .
أخيرا كيف يمكن أن تكون نهاية حزينة وفي ذات الوقت نهاية سعيدة بالنسبة للبطل ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ لو أن الفقير يضحي بواسطة هذه النهاية لإسعاد الآخرين مثلا لصح قول ذلك ، ولكنه يطلب الموت يأسا وقنوطا من رحمة الله وانتقاما من المجتمع المتكبر بغناه عليه .
هذاماقصدته بقولي أن الفقير سيتنصل من القصيدة ولن يتبناها ..... أرجو ان تتحملني مرة أخرى وكما قلت أنت ربما ينظر كل واحد منا من زاوية ما إلى العمل الأدبي والكلام حمّال أوجه كما يقال والمعنى في بطن الشاعر وأنت الشاعر .. دامت مودتك لي أيها النبيل .