|
أنعم بمَن نُظمَت في حُسنهـا الـدرَرُ |
واستَنشَقَت عَبَقًا من عطرهَا السيَـرُ |
دانيـتُ مجلسهـا فاجتاحنـي شـغـفٌ |
وازدان منطقُهـا والمَبـسَـمُ العَـطـرُ |
قبلـتُ نَاصيـة بالتـبـر قــد سُبـكَـت |
والقَلـبُ فـي وَلَــع والـدمـعُ يَنهَـمـرُ |
لازمت أعيـنـهـا أَشـــدو بقـافـيـة |
فاستنطقـت قلمـي واستنفـر الـوتـرُ |
يا قوم صورتُها في العُمر قد نُقشـت |
والعمرُ أروقـة ٌعَجـت بهَـا الصـورُ |
والكل في وله يحنولحضرتها |
أمــي إذا أمــرت فالـكـون يـأتـمـرُ |
ناجيتها جذلا: “هيا احتوي جســـــدي |
في حجرك اختفت الأهوال والضرر” |
“أهفـو لضمـك حيـث انتابنـي كـمـدٌ |
أرجـو لقـاءك إذ يشتـد بـي الـكـدر” |
“مــدي إلــي يـــدا بـــرا سألثـمـهـا |
واستنزفـي قُبَلـي إنــي بــذا بَـطـرُ” |
“كــل الـهـوى شَـبَـهٌ يُفـنـي مُتـيـمَـهُ |
أمــا هَــواك فـمـا لا يَفـقـهُ البَـشـرُ” |
“أنت البدور إذَا في حُسنهـا اكتملـت |
سيـان فـي ملـلـي عيـنـاك والقـمـر” |
لازلـت أقبـع فـي أحضانـهـا كَلـفًـا |
من نَسـج مغزَلهـا رُوحـي ستأتـزر |
قد خلتُنـي شبحـا مـن دون لمستهـا |
غصـن أزال أنـا والغـض ينكـسـر |
ياحـبـذا عـمـلٌ تـحــذوهُ دعـوتـهـا |
من سر دعوتها ينصـاع لـي القـدرُ |
إن الجنـان لـدى أقدامـهـا بُسـطَـت |
بل سخطها لـهـب يـجـذو ويسـتـعـر |
لا عفـو فـي زلـل ينـأى بطاعتـهـا |
لا نرتـضـيـه إذا ماالـقـتـل يُغـتَـفَـرُ |
مَـن بـرهـا فعـسـىَ للخـلـد مبعـثـه |
أو عقهـا فغدًا قــد خاب مـا يــزر |
إنــي لواهـبـهـا قـلـبـي وأوردتـــي |
لــو مسـهـا سَـقَـمٌ أو نالـهـاالكـبـر |
جـل الهنـاءة أن أحظـى بصحبتهـا |
نفسي لها وُقفـت والسمـع والبصـر |
شــدي يــدَي فـيـا تـريــاق أفـئــدة |
أنت الشفاء وأنـت القصـد والوطـر |
جـودي بعفـوك إن الذنـب يغرقنـي |
وارضي فذاك إذن عندي هو الظفر |