|
أسفْحَ النَّوى بعَدَّتَ عنِّي المهَا الأحْـوَى |
وأنأيت عن وهجِ الأمانِي رؤى المأوَى |
تأسَّفْـتَ .. لكـن الأهازيـج لا تفـي |
عشيقَـاً إذا غنَّـى أهازيجُـهُ تطْـوَى |
ومَن غارَ في أعماقِهِ البعْـدُ .. تمَّحِـي |
أحاسيسُهُ .. والهجرُ يغْدو لـه مثْـوَى |
أطلْتَ انصهاري .. والحنايا كؤوسُهَـا |
أمانيُّ حُبٍ راقصـات الهَـوى نشْـوَى |
ولـمْ أنتبـهْ إلا وبسـتـانُ مهجَـتِـي |
ملظَّى وروضُ الوعْدِ تمضغُهُ البلْـوَى |
ولمْ يكُ جسْمِي نائياً .. كيف لـو نـأى |
مع الـروحِ لازدادتْ كواهلُـهُ شجْـوا |
وذي الروح ما إنْ تنتحِي عَن جنودهـا |
بدَت في زوايا صمْتِ عزلتِهَـا تُكْـوَى |
حبيبـةَ قلْبـي الزَّهْـرُ أفوافُـكِ التِـي |
تُرنِّحُنِي والزَّهْـوُ مهْيَعُـكِ الأضْـوَى |
سلبْتِ جوى الألحـاظِ مـذْ أنْ تفتَّحـتْ |
عيونِي .. ولحظِي في مآقيكِ لا يقْـوَى |
يسافِرُ قلْبِي فيكِ .. والقلْبُ - مُنْيتِـي - |
لَـهُ غايـةٌ .. لكـنَّ غايتَـهُ قصْـوَى |
ولو تلفِهِ الأكْـدارُ فِـي سَفْـرِهِ الـذِي |
تعنَّـى فـإنَّ الكَـدْرَ يعقُبُـهُ صـفْـوَا |
تصنِّفُنِي الأشياءُ .. لا شـيءَ يحتَـوي |
كيانِي سِوى ذكراكِ في نَفَسِـي يُـروى |
حلَلْتِ فحلَّ الحُبُّ فـي القلـبِ والهَـوى |
لكِ انصاعََ لا ليلَـى تحـلُّ ولا أروى |
فلا تطْرُقِـي لومِـي فبرْحائـيَ التِـي |
لأتْ أضلُعِي ألقَت على منظَرِي العدْوَى |
ولستُ أنَا فـي الحُـبِّ شـاكٍ وإنَّمـا |
دروبُ الهُيَامَى ماثلات على الشكْـوى ! |
حبيبةَ قلْبِي فـي كيانِـي مـن الهـوَى |
كيانٌ .. يُحيلُ الحزْنَ نهرَاً من السَّلْـوى |
وفِي أعْمقِ الأعمـاقِ سِـرٌ لـو انَّـهُ |
تبدَّى لألفيتِ الصبابـةَ فِـي النَّجْـوَى |
لأنتِ ضميري .. في ضميري مواجِـدٌ |
مِن الطيفِ .. فِي أطيافِكِ العقلُ مسْتهْوَى |
إذا الأورقُ الغرِّيـدُ يستلْهِـمُ الـمَـدَى |
بألحانِـهِ .. يشـدُو لعاشِقِـهِ شــدْوَا |
فـإنَّ لُحُونِـي يـا عيونِـي مـواجِـدٌ |
من الدمْعِ تزهُو فِي ربى مدْمَعِي زَهْـوَا |
وتلْكَ اناشيـدِي أزاهيـرُ مـن دَمـي |
إذا افتَقَدَتْ ماءَ الهَوَى العذْبِ لنْ تُـرْوَى |