|
اقرئِيني .. دقِّقي بينَ السُّطورِ |
لملمِي معنايَ من عُمقِ البُحورِ |
إنَّني الطَّيفُ الموشَّى بالنَّوايا |
نائسٌ ما بينَ نيراني ونوري |
أتبدَّى في قراءاتٍ كقيسٍ |
أتغنَّى بالهوى الفردِ الطَّهورِ |
ثم لا ألبثُ أبدو مثلَ عمرٍو |
أكتفي من كلِّ ليلى بالحُضورِ |
قُدَّ هذا الثوبُ من صدرٍ وظهرٍ |
فأحارتْ فتنتي كلَّ العصورِ |
فامنحيني فرصةً كيما أداري |
بين أبياتي علاماتِ القُصورِ |
فإذا شابتْ متوني بعضُ شكوى |
فثِقي أنَّ المزايا في الصُّدورِ |
لو سُئلتِ اليومَ عنِّي أخبريهِم |
كيفَ تاهتْ في صحارى البوحِ عيري |
كيفَ غابَ الوجدُ من شِعري وأغْضى |
-حينَ عاثَ اللؤمُ في قومي- شُعوري |
أوجدي لي في خَبايا الحرفِ ضوءًا |
وادفعي عنِّي انكساراتِ الظُّهورِ |
قدِّميني هكذا .. إنْ شئتِ قولي |
هوَ مثلُ الشَّمسِ في وقتِ الهجيرِ |
نوَّستْ أضواءَهُ غيماتُ حزنٍ |
غيرَ أنَّ الوهجَ يبقى في الحَرورِ |
هوَ منْ فلَّ الحديدَ الصُّلبَ صبرًا |
وتحدَّى القتلَ في أرضِ النُّشورِ |
هو من عامينِ جرحٌ طاف نزفًا |
من دماهُ أخصبَتْ بِيدُ الدهورِ |
هو من لم يثنهِ خذلانُ كونٍ |
فتعالى الله ربُّ المستجيرِ |
هوَ مِنْ جوفِ الليالي صاغَ فجرًا |
هو باقٍ في حكايا المجدِ .. سوري |