إلى الأستاذ محمود الدليمي :-
كُلُّ أَرْضٍ بموطني كربلاءُ
كُلُّ يَوْمٍ (( يمُرُّ )) عاشوراءُ
كُلُّ أُمٍّ ثكْلى بأرضِ بلادي
كُلُّ أُخْتٍ بموطني الخنساءُ
كُلُّ طفْلٍ غالَ الحِمامُ أباهُ
و التُّهاميُّ * كُلُّها الآباءُ
ينْصبُ العيدُ مأتماً ، حينَ يأتي
يتكحّلْنَ بالدموعِ النِّساءُ
شِلْوُ شَيْخي مُبضّعٌ ، ورضيعي
غَسَلتْ وجْهَهُ الصَّبوحَ الدِّماءُ
علَّمَتْنا أرْضُ العِراقِ المُفدّى
كيفَ بالدمْعِ تُسْمَعُ الأنباءُ
لا تَبُحْ لي – محمودُ - إنَّ دموعي
كدمائي سحابةٌ وكْفاءُ
و إذا الحُرُّ ضاحكتْهُ المنايا
مِنْ دمِ الحُرِّ تستقي الأنواءُ
شحَّ خَيْرُ العِراقِ لي غيرَ أنّي
رغمَ ذا جدْولٌ لهُ مِعْطاءُ
ليتَ شِعْري كمْ بتُّ فيهِ خميصاً
يا لجوف يجولُ فيهِ الخواءُ
آهِ يا ابنَ الشِّمالِ لا لا تَبُحْ لي
تَحْتَ حدِّ الإرهابِ نَحْنُ سواءُ
صِحْ بهمْ بالدماء لا بقصيدٍ
كي يعودَ الأرجاسُ مِنْ حيثُ جاءوا
يا بقايا الشنارِ إنْ نلتمونا
و عرفْتُمْ أيَّانَ تُرْمى الدِّلاءُ
فسيبقى صَوْتُ الحُسَيْنِ بفينا
يُشْهِدُ اللهَ أنَّنا شُهداءُ
فراس القافي
ــــــــــــــــــــــ
* التُّهاميُّ :- أبو الحسن التُهامي صاحب الرائية المعروفة في رثاء ولدِهِ و التي مطلعُها :-
حُكمُ المنيّةِ في البريّةِ جارِ
ما هذه الدُّنيا بدارِ قرارِ
ويقول فيها :-
ياكوكباً ماكان أقصَرَعُمْرَهُ
و كذا تكون كواكبُ الأسحارِ
وهلالَ أيّامٍ مضى لمْ يستدِرْ
بدراً ولمْ يُمْهِلْ لِوَقْتِ سرارِ
عَجِلَ الخسوفُ عليهِ قبلَ أوانِهِ
فمحاهُ قبْلَ مضنَّةِ الإبدارِ