|
بوْحُ اليمامِ وزهْرُ الـدَّوْحِ والقمـرُ |
ترسـو سفائنُهـا بالحـرفِ تنتظِـرُ |
بالليـلِ غادَرَنـي ظلّـي وَموكبُـهُ |
يبكي فراقكمـا، والضِّلـعُ منكسِـرُ |
والروحُ منْ كمدٍ غطّـتْ مدامِعَها |
والشِّعْرُ من وجعي مـازالَ ينفطِـرُ |
حتى جفونُ وريدي صـارَ يسكنهـا |
حـزنٌ بأقبيـةِ الأحشـاءِ ينتـشِـرُ |
ياليتني ،سَلَفـاً، مزَّقْـتُ جُرْحَكُمـا |
خبّأتُ شدْوَكمـا، يَسْـري ويستتِـرُ |
لكنَّ عيـنَ فِـراق ٍ أشعلـتْ شُهُبـاً |
هاجتْ بموقِدها الأشـواكُ والإبَـرُ |
إنّي هنا، ودموعُ الأيْـكِ ضاحكـةٌ |
قد أعتقَتْ غصصًا تهمـي وتنتثِـرُ |
أهفو إلى مطـرٍ يشـدو بأرضكمـا |
عُوداَ، فقدْ يبِسَ الريحانُ والشجرُ !! |
لاتقتُـلا وتَـراً غنّـى لأجلكـمـا |
لاتروِيـا سَجَمـاً مـازال ينهـمـرُ |
إنّـي بخيمـةِ أجفانـي أُقيـمُ بهـا |
والجرحُ يأمرنـي طـوْراً ويأْتمِـرُ |
إنّـي بِبَيْنِكُمـا ضيّعْـتُ راحِلَـتـي |
غيّبْتُ أرصفتي، فاغتالنـي السّفـرُ |
هلْ أجْتني ثمَـرَ الأشعـارِ دونكمـا |
والشِّعرُ كان بنا يزهو ويزدهـرُ؟؟؟ |
أمْ أختفـي ببقايـا عَبْـرةٍ زمَـنـاً، |
أهدابُها بِشمـوعِ الملـحِ تسْتَعِـرُ؟؟؟ |
هيهاتَ تخلعني جـدرانُ ذاكرتـي، |
كي تغسلَ الحَزَنَ الأيّامُ والعُصُرُ؟ !! |
إنّي ثكِلْتُ دبيبَ اللحنِ فـي وتَـري |
عُوداَ بِلحْنكما كي يصحوَ الوتَـرُ!! |