|
يُحاصرُنا معاً جُنْدٌ يَهُودُ |
فَصُنّي كي نَموتَ كما نريدُ |
فإمّا أنّهُ موْتٌ مُذِلٌّ |
وإمّا أنّهُ موْتٌ فريدُ |
ولا تعْبَأْ بدمعي وابْتِهالي |
فإنّ بداخِلي عزْماً يئيدُ |
تُرانَا قدْ وُجِدْنا في رِباطٍ |
تُصَفِّدُ أهْلَنَا عَنَّا القُيُودُ |
لنا في كُلّ موقعةٍ أسيرٌ |
لنا في كُلّ واقعةٍ شهيدُ |
بِحَقْلٍ مِنْ مُعاناةِ الثّكالى |
تُحاصِرُهُ المراكِبُ والجنُودُ |
عَتَا المستوطنون بهِ عُتِيّاً |
وشُدِّدَتِ المداخلُ والحُدودُ |
وعاثوا في جوانبِهِ فسَاداً |
ومَا زَالَ الصُّمودُ هُوَ الصُّمُودُ |
أَلَا تَرَني هَرِمْتُ وذي حياتي |
فداؤُكَ أيّها الجِذْعُ المَدِيدُ |
أضُمُّكَ كيْ نمُوتَ معاً لنمْضي |
لنَا فيما يَحِلُّ بنا خُلودُ |
نُثَبِّتُ جِذْرَ تاريخٍ عريقٍ |
عميقاً ليس ينقُصُهُ الصُّعودُ |
وهأنذا أمُدُّ يَدِي لربِّي |
فَمُدَّ معي غصوناً لا تميدُ |
وَ رَدِّدْ دُونَ يأسٍ دُونَ كَلٍّ |
فذا ربُّ الوُجُودِ لهُ وُجُودُ |
ليأتي وَعْدُ أُخْرانا بنصرٍ |
مُبينٍ تستنيرُ بِهِ الوُعُودُ |
نَجُوسُ خِلَالَ دُورٍ مِنْ حريرٍ |
لَنَا في جَوْسِنَا بَاْسٌ شديدُ |
لِيُقْطَعَ غَرْقَدٌ ويَبُوحَ صْخْرٌ |
بِمَا يُخْفِي وينْكَشِفَ اليَهُودُ |
لِنَزْرَعَ بِذْرَ زيتونٍ عَريقٍ |
بِكُلِّ جُزَيْئَةٍ فيها وَريدُ |
فَضَعْ بيَدي غُصونَكَ في تَحدٍّ |
عنيدٍ أيُّها الجذْعُ العنيدُ |
وهبْ لي منكَ عُوداً مِنْ شُواظٍ |
يَهابُ سعيرَهُ الجِنُّ المَريدُ |
كِلانا مِنْ عميقِ الأرضِ آتِ |
لهُ في صُنْعِها دَوْرٌ مجيدُ |
فَعُمْقُكَ في الثّرى مليونُ مِيلٍ |
وعُمري ألفُ قَرْنٍ أوْ يَزيدُ |
ومهْما قَلَّعُونا مِنْ جُذورٍ |
سينْمُو في الثّرى جِذْرٌ جديدُ |