|
فضوا التنازع وابدءوا الأعمالا |
وكفى بمصر تنازعا وجدالا |
وتجاذبا فجا مريبا قاحلا |
بالشوك أنبت بالملا الأعطالا |
وتمزق الشعب الصبور تمزقا |
أراده في خسر المراء مآلا |
فالكل مفتون بفتنته يرى |
رأيا له من عزفه موالا |
ويرى كلام الآخرين لجاجة |
عرجاء بثت في العقول خبالا |
والحرب كادت أن تشب وكلنا |
أهل وأرحامٌ لنا تتوالى |
مهما اختلفنا فالمرام المبتغى |
أن نرتجي مصر العلاء مجالا |
برقيها المعهود نتبع الهدى |
نهجا سديدا مشرقا مفضالا |
ونعمر الأرجاء تعميرا به |
نمضي نحقق للمنى استكمالا |
تحتاج مصر جهودنا بتكامل |
وتكاتف فاستأنفوا الأعمالا |
بالخير شدوا أزركم بتآلف |
هيا لنزرع بالحقول غلالا |
ونصنّع الآلات تصنيعا لنا |
فيه الدقائق تبهر الأجيالا |
ونوفر الأشياء شحت عندنا |
والعوز أقبل بالعنا إقبالا |
هل تأكل الأحياء أحرف جملة |
بحديث لغو صائح يتعالى ؟! |
بالجو يملأ سمعنا بهرائه |
يهذي يبرر جهرة أفعالا |
فضلا أنيخوا ركبكم بتصالح |
ينهي لدينا لجة وخيالا |
فحقائق التاريخ تثبت أننا |
نمضي بدرب وئامنا استرسالا |
وبأننا شعب عريق صابر |
يأبى المهانة يرفض الإذلالا |
لكننا يا قومُ عانينا هنا |
في قولنا في فعلنا الإهمالا |
دأبا نسينا فانزلقنا جهرة |
في الوهن عافسنا به الأوحالا |
وغدت دروب حياتنا بمشاكل |
شتى تؤرق بالهموم البالا |
من أجل مصر توحدوا واستمسكوا |
بالحق إني قد سألت سؤالا |
هل هانت الأمجاد حتى أصبحت |
تلقى بإهمال الجميع سلالا ؟! |
وكأنها الأحلام ذابت وانتهت |
وتحملت من يأسنا الأحمالا |
إني لأعجب من صنوف فصائل |
كانت فصيلا واحدا يتلالى ! |
فغدت شتاتا قد تفرق شملها |
وهوت تواجه بالخواء نصالا |
ذهبت بريح قاصف ولسانها |
مازال يطلق بالهواء ضلالا |
فالداء يكمن في اللسان فعالجوا |
داء لديكم بالتريث حالا |
وتسلحوا بالجد دربا ناجحا |
فالجد ينجز للفتى الأشغالا |
والناس في مصر الجمال تكبدت |
من فرط شدة عيشها الأهوالا |
فكفى الجميلة لوعة بمصائب |
أضحت تبث الغم والبلبالا |
فمتى نفيق تدبروا ما جاءنا |
إن الحبيبة تنتظر حلاَّلا |
وتود لو كانت برغد سابغ |
تنساب في بسط النعيم حلالا |
وتهب بالأنوار طهرا دافقا |
فخما نصاحب بالربيع جمالا |
لازال فينا عطر ماضينا سري |
فينا ينادي بالرجاء رجالا |
إنا نمزق بعضنا بتعمد |
والسيف يشهر نصله قَتَّالا |
والرمح من غمد الوئام ترصدا |
يبدو حقودا بيننا جوالا |
ووسائل البث الأثيم بشرها |
جهرا تؤجج بالجميع قتالا |
إني بحزني قد سطرت قصيدتي |
ضمت لأصحاب العقول مقالا |
لا تنسفوا مصر الحبيبة فجأة |
تلقى الهوان مصائبا ووبالا |
وتصير مثل من انتهى في قطره |
قابيل يضرب للهلاك مثالا |
هابيل يُصرع بالشقيق مشققا |
جسم الأخوة بالردى استعجالا |
مهلا أشقاء العلاء تريثوا |
فالأم تجمع بالصفاء عيالا |
مصر الحزينة أمكم كونوا لها |
بالبر حبا صادقا ووصالا |
ولسوف تُسعد بالوفاق .. توافقوا |
فورا لنصلح باللقا الأحوالا |
ونحقق المقصود يا قومي كما |
كنا نكون .. فحققوا الآمالا |
لتعود مصر لأمنها وقرارها |
نغشى بأفياء الصفاء ظلالا |
فالأمن في جمع لشمل .. مصرنا |
رامت بأفقٍ للسلام هلالا |
ليصير بدرا ساطعا بسمائها |
تزدان حسنا سابغا وجلالا !! |