|
يا سادِراً غيّاً وقلبكَ قدْ هَوى![](clear.gif) |
حتّى متى يلْهو فؤادُكَ والهَوى؟ |
أطلقْتَ للتّرفِ الجَموحِ عنانَهُ![](clear.gif) |
وزَويْتَ رُشدَكَ جانِباً حتّى انْزَوى |
وشَربْتَ مِنْ كَأسِ الصَّبابةِ مُترَعاً![](clear.gif) |
وتركتَ قلْبكَ في اليَبابِ فما ارتَوى |
أسْقتْكَ مُرّاً من خبيثِ نقيعِها![](clear.gif) |
فمزاجُها كدَرٌ يخالطُهُ الجَوى |
وأَنخْتَ رَحْلَكَ في دِيارِ شقاوةٍ![](clear.gif) |
وحسبتَها أيْكا ً يداعبُهُ الهَوا |
خدَعَتْكَ باللهوِ العَجولِ وخلّفت![](clear.gif) |
كَمداً بقلبكَ منْ سعادتِه خَوى |
حتّى إذا لفَحتْكَ شمسُ حَرورِها![](clear.gif) |
وقدِ اكتَوى منْ لينِ جِلْدك ما اكتَوى |
ألفيتَها داراً لمن أَوْدَتْ به![](clear.gif) |
ذو اللبِّ عَنها قَدْ تخلّى وارْعَوى |
لا أَحْسبنّكَ ثاوِياً في أَرْضِها![](clear.gif) |
منْ بَعدِ أن نزحَ الحليمُ فما ثَوى |
فارْبأ بنفْسِك أنْ تكون مُلاحِقاً![](clear.gif) |
شَهواتِ ذاتكَ كالصّغير إذا غَوى |
يكفيكَ غِيّاً يا مغَرّرُ واتّعظْ![](clear.gif) |
ممن حكى التاريخُ عنهم أو روى |
وانظُرْلمَنْ سَبقوك أين مَتاعُهم![](clear.gif) |
هل دُسَّ في جدَثٍ إذا الجَسدُ انْطَوى؟ |
قارون من عليائه خُسِفَتْ بِهِ![](clear.gif) |
وَلقدْ حَوى منْ كَنزِهِ ما قَدْ حَوى |
وخِتامُنا مِسْكٌ تضوَّعَ نَشْرُهُ![](clear.gif) |
أَنعِمْ بهِ كَلِماً لهُ المِسْكُ انضَوى |
والحمدُ للرّحمنِ في ملَكوتِه![](clear.gif) |
سُبحانَه ُصَمدٌ على العرشِ اسْتوى |
صَلّى عليكَ اللهُ أكرَمَ مُرْسَلٍ![](clear.gif) |
وسَلامُهُ مِلء الوُجودِ وَما احتَوى |