في وطني أطفال رضعوا من ثدي الأرض, أطفال منقوشة على أعينهم صورة للأم الكبرى, لتلك الجدة المتأرجة على عكازها الخشبي المتين, عكازها المصنوع من نبتة قبّلت ثغر الأرض؛ ومن الدماء كان سمادها؛ لتلك العنود التي لو اطّلعت على تجاعيد وجهها لقرأت قصصا للتحدي, لرأيت شموخ المآقي في عينيها, ولأخبرتْكَ دمعتها البطيئة معاني الشوق لرؤية كفوفها الضائعة, وحليتها المنهوبة, وبيتها الذي لم تسكنه بعد.
جدتي باقية, أراها كل يوم في عيون أطفال كالجبال, قلوبهم تهوى البندقية, عنوانهم قلم؛ وإن كتبوا به! سيكتبون (الحرية).