|
يا قلبُ ويحكَ لا حبٌّ ولا غزلُ |
وأنتَ في أمّةٍ أودى بها الهزلُ |
ما العيبُ في ديننا بلْ فيهِ مفخرةٌ |
ويشهدُ الدهرُ والتاريخُ والأولُ |
نحن الذين نزلنا دونَ أعمدةٍ |
في نصبِ أخيامنا والريحُ تفتعلُ |
أطنابها من يدين الغَرْبِ معقدةٌ |
جلودُها من صباغِ الكفرِ تنتحلُ |
ماذا سنفعلُ في الماءِ الطهورِ إذا |
أبناؤنا من مياهِ العُجْمِ تغتسلُ |
أخلاقنا مزّقتْ مِن قبحِ لابسها |
وكلُّ عينِ غدتْ بالبغضِ تكتحلُ |
كم من دنيٍّ شياطينٌ تكبّلهُ |
فيما يلهِّيَ من دنياهُ ينشغلُ |
لو كان عارٍ بلا عقلٍ ولا خلقٍ |
أولى لهُ من سجايا السوءِ يبتذلُ |
إنَّ الغَرورَ بهِ الأفضالُ ناقصةٌ |
وبالتواضعِ نقصُ المرءِ يكتمل |
والحرُّ عبدُ الهوى ما انصاعَ في دنسٍ |
والعبدُ حرٌ إذا للهِ يبتهلُ |
من كان للهِ يرعى كلَّ جارحةٍ |
فلنْ يمسَّهُ لا شكٌّ ولا وجلُ |
ما أصعبَ النفسَ إن النفسَ جائرةٌ |
إذا تملّكَها في وسعها المللُ |
لكلِّ ما تشتهيهِ النفسُ مانعةٌ |
إن البضائعَ بين الناسِ ترتحلُ |
فاقنعْ بما كتبَ الرّزاق من نعمٍ |
ولا تكن جاحداً يا أيها الرجلُ |
إن كنتَ تطمعُ أن تلعقهُ من عسلٍ |
فالغيرُ في ريقهِ لم يأتهِ البللُ |
إن النعيم بلا شكرٍ يطهّرهُ |
هو الشقاءُ وفي إكثارهِ مللُ |
فانظرْ لنفسِك نحو اللهِ ما عملتْ |
ولا يغرَّك سيرُ الناسِ ما عملوا |
ولا تسرِ خلف من أعمى بصيرتَهُ |
ربُّ العبادِ ولا يطرقْ لك الجهلُ |
والدارُ دون صلاحِ المرءِ موحشةٌ |
مهما تباهتْ قصورٌ أو علا نُزُلُ |
لا خيرَ في كثرةِ الأصحابِ كلهِمُ |
إن غرَّهم في خطاك المالُ والميَلُ |
وليس كفأً بأن تنعم برفقتهِ |
من كان دونَ صلاحٍ بحثهُ عِللُ |
ولو وضعتهمُ في منخل لبدا |
صفوٌ قليلٌ وباقيهم بهِم خللُ |
فالبعضُ يهدفُ أن يرعى مصالحهُ |
في ودِّهم غايةٌ في حبِّهم حيلُ |
فأنت جسرٌ متينٌ عند سالكهِ |
حتماً سيقطعهُ يوماً إذا يصلُ |
حسبي أرى الناس فيما بينهم سبلاً |
فالكلُّ للكلِّ خوفَ القيظِ ينتعلُ |