|
أقبلتُ بالورد مزهُـوًًّا ضُحـى العيـد |
والنبض يضبط إيقاعـاتِ تغريـدي! |
صوتي يغني وفكـري ينتقـي جُمـلاً |
كيمـا أعايـد خِلِّـي سـيّـدَ الغـيـد |
أسابـق الخطـو والآمـال تدفعـنـي |
لأسكبَ الـروح فـي أحداقـه السـود |
والـورد يهمـس مشتاقـا يسائلنـي |
أيانَ أصبـح إكليـلاً علـى الجيـد؟ |
تلعثم الحـرف أعيـاه الجـواب وقـد |
تمـردتْ فـوق ألحانـي تناهـيـدي |
وطاف بي طائف التذكار مـن ألمـي |
إذ كان يوثق نومـي غِـلُّ تسهيـدي |
يأيها العيد هل لـي فيـك يـا أملـي |
بـأنْ أودّع أغـلالـي وتقيـيـدي؟ |
وأنحرَ الحـزنَ يـومَ العيـد أضحيـةً |
عن كل شادٍ مـن العشـاق غرِّيـد؟ |
وبينما كنت في بحـر الـرؤى غَرِِقـاً |
إذ لاح لي بـارقٌ مـن غُـرة الخـود |
يكاد يخطف من فرط السَّنـى بصـري |
وقد تضـوَّع نفـح المسـك والعـود |
دنوتُ لكننـي أُنْسيـتُ مـن فرحـي |
ما كنت أعددتُ مـن أحلـى أناشيـدي |
حَيّيتُ بالهمس واستجْمعتُ من جَلَـدي |
شيئاً وقلت: إليك الـورد يـا سِيـدي! |
ثـم انحنيـتُ إلـى تقبيـل راحـتـه |
فصـدَّ عنـي وذكَّـى فرحـةَ العـيـد |
وردَّ بالزجـر: إنـي كَرْمَـةٌ خُلـقـتْ |
تجـود بالظـلِّ لا قطـفِ العناقيـد! |
و لا يغرّنْـكَ منـي مـوعـدٌ فلَـكَـمْ |
دفنتُ في موعدي أشـلاءَ موعـودي! |
وقد رمـى الـوردَ.. آهٍ يـا لشقوتـه |
أوْدتْ بنُضْرَتِِـهِ جُـرْدُ المواعـيـد! |
وهكـذا عُـدتُ أجتـرُّ الأسـى ندَمًـا |
حظِّي من العيد حظُّ العِيسِ في الجود |
يانفسُ ويحـك مـاذا أنـتِ صانعـة |
عودي لرشدك ياروحَ الشقـا عـودي! |
وبدّلي القلبَ غيـر القلـبِ وارتحلـي |
فما بصدرِ خليلـي غيـرُ جُلمـود!! |