|
مَنَحْتُكَ الْحُبَّ فَامْنَحْنِي مَسَرَّاتِي |
وَ لَا تَمَلَّ لَدى رُؤْيَاكَ لَهْفَاتِي |
وَاحْنُنْ عَلىَّ فِإنِّي لَمْ أَزَل حَدَثًا |
أَلْهُو بِدُبِّ الْهَوَى أَعْتَابَ مَلْهَاتي |
وَ أُشْرِكَ الصَّحْبَ أَلْعَابِي وَ لِي نَزَقِي |
لَمْ يُوقِظَ الْحُبُّ مِنِّي غَيْرَ نَظْرَاتِي |
غَضٌ غَرِيرُ الْجَوَى لَمْ أَرْتَكِبْ تِيَمًا |
زَخَّاتُ جُرْمِي أَنَا عَيْنَاكَ مِرْآَتِي |
أَمَّنْتُكَ الرُّوحَ وَ الْآمَالُ عَاطِرَةٌ |
فَامْنُنْ وَفَاءً عَلَى جِيدِ الْأَمَانَاتِ |
ضُمَّ الْكُفُوفَ فَلَنْ تُطْفِي بِهَا شَغَفًا |
إِلَا تُلَامِسَ وَجْدَ الْوَالِهِ الْعَاتِي |
إِنِّي أَنَا الْحُسنُ فِي أَبْهَى عَوَارِفِهِ |
لِتَقْطِفَ الْحُسْنَ مِنْ زُلْفَى الْبَرَاءَاتِ |
يَا مَنْ غَرَسْتَ شِغَافَ الْقَلْبِ أُغْنِيَةً |
مِنْهَا الشُّجُونُ وَ مِنْهَا شَمْسُ بَسْمَاتِي |
فَلَا وَ حُبُّكَ مَا يُشْجِي نَدَى قَلْبِي |
إِلِّم تَضُوعَ بِأَنْغَامِي وَ غُنْوَاتِي |
يَا فَارِسِي جِئْتَ مِنْ وَادٍ أَتُوُقُ لَهُ |
مَدَائِنُ الشَّوْقِ تُثْرِي لِي خَيَالَاتِي |
خذني لَدَيْكَ فِإِّني مِنْكَ فِي لَهَفٍ |
وَ كُنْ بِعَطْفِكَ كَهْفَ الْحُبِّ مَنْجَاتِي |
سَلَّمْتُكَ الْقَلْبَ فَاسْكُبْ سَكْرَتِي رَغَبًا |
وَ لَا تُفَوِّتَ مِنْكَ بَعْضَ سَكْرَاتِي |
سَلَّمْتُكَ الْكَنْزَ يَا بَدْرَ الْهَنَا عُمُرًا |
فَقَبْلُكَ الْعُمْرُ لَا مَاضٍ وَ لَا آَتِ |
كَلَّتْ تَزُورُ بَسَاتِيني مَوَاسِمُهَا |
وَ كَيْفَ تَنْمُو بِلَا طَلٍّ عَطِيَّاتِي |
حَفَظْتُ كُلِّي لِكُلِّكَ لَسْتُ أُهْدِرَهُ |
فَانْعِمْ بِهِ مُشْتَهًى وَ افْكَهْ جُنَيْنَاتِي |
أَذُوبُ فِيكَ –بِرُغْمِي- حِيلَتِي جَفُلَتْ |
يُذَوِّبُ الْحُسْنُ فِي مِشْكَاتِهِ ذَاتِي |
بَعْدَ الِّلقَاءِ إِذَا غَادَرْتَنِي عَجِلًا |
فَلَا تُسَرِبَ فِي الْأَقْمَارِ لَيْلَاتِي |
وَ لَا تُسِرَّ بِبَعْضِي يَوْمَ تَذْكُرُنِي |
وَ لَا تُطَيِّرَ لِلْغَيْمَاتِ نَجْمَاتِي |
لِتَحِفِظَ النُّورَ كَيْ تَنُمُو بَرَاعِمَهُ |
وَ تُمْسِكَ الْمَاءَ كَيْ تَسْقِي وُرَيْقَاتِي |
أَتُرْسِلَ الْعِشْقَ بَعْدَ الْعِشْقِ فِي مُدُنٍ |
وَ تُبْذِرَ الْحُبَّ فِي رِيحٍ سَفيَّاتِ |
عُدْ لِي حَبِيبِي فِإِنِّي لَسْتُ أُدْرِكُنِي |
غيَّبْتَ وَعْيِ فَلَا تَلْهُو بِغَيْبَاتِي |
وَ اْنثُرْ هُيَامًا عَلَى ضِلْعِي وَ أَوْرِدَتِي |
فَمَوْسِمُ الْحُبِّ ئَنَّ مِنْ نِداءَاتِي |
وَ أُغْمِضُ الْعَيْنَ فَجْرًا جِفنُهَا صُوَرٌ |
شَفّعَتُ ذِكْرَاكَ فَاقْبِسْ مِنْ شَفَاعَاتِي |
قُلْ كَيْفَ تَرْسُو بِشَطٍّ حَائِرًا قَلِقًا |
وَ نَهْرُ وُدِّيَ بِالَّأْلَاءِ مَرْسَاتِي |
إيَّاكَ صُغْتُ مِنَ التِّهْيَامِ مَمْلَكَتِي |
فَاسْكُنْ مَلِيكِي فَتَاجُكَ مِنْ عَذَابَاتِي |
وَ دُرَّةُ التَّاجِ قَلْبي ثَوْبُهُ شَغَفِي |
فَاهْنَأْ بِقَصْرٍ وَ تَاجٍ فِي مُنَاجَاتِي |
وَ اْصْرِفْ عَبِيدَ الْهَوَى مِنْ أُنْسِنَا زُمَرًا |
وَ أْمُرْ أُلَبِّي وَ قُرْبَانِي خَبِيئَاتِي |
طَيْرِي عَلى أَيْكَتي يَشْتَاقُ رِفقتَهُ |
لَا لَنْ يُبَارِحَ دُونَ الْحِبِّ أَيْكَاتِي |
يَغَرِّدُ الْبَوْحَ فِي شَجْوٍ عَلَى نَغَمٍ |
يَسْرِي مَعَ النَّبْضِ فَاْعْدُدْ خَفْقَ نَبْضَاتِي |
غَوَّرْتُ رُوحِي بِرُوحِكَ كَيْفَ تَجْذِبُها |
إِلَّا إِذَا ذُقْتُ مِنْ غَدْرٍ نِهَايَاتِي |
يَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ خُذْ مِنِّي تَحِيَّاتِي |
إِلَي مَلَاكٍ تَعَنَّى جَمْعَ أَشْتَاتِي |
وَ أَحْسَنَ الْبِدْءَ فِي يمَّيْهِ أَرْسَلَنِي |
فُزْتُ الْحَنِينَ وَ فَازَ مِنْ نَدَامَاتِي |
فَلَا أَشُكُّ بِمَحْبِوبٍ تَمَلَّكَنِي |
أَنْ يَدْرِكَ السَّعْدُ غَايَاتِ الْمَسَرَاتِ |
أَسْرِجْ ضِيَا الْوَجْدِ تَوَّا لَا تُذَوِّبُنِي |
أَطْفِئ لَهِيبيَ لَا تُبْقِي مَرَارَاتِي |
إِنِّي أُعِيذُكَ مِنْ هَجْرِي وَ مَحْرَقَتِي |
فِإِنْ عَلِمْتَ فَذَا جَمْرُ الْمَسَافَاتِ |
أَطَاَيِبٍي ذُقْتَ مِنْ دَنَّي مُعَتَّقَةً |
صَفَتْ بِقَطْفِكَ فَاغْنَمْ مِنْ صَفيَّاتِ |
وَ كُلُّ فَجْرٍ أَزُورُ الْقَبْوَ أَحْرُسُهُ |
حَتَّى سَجَى الَّليْلُ مَشْفُوُعًا بِآَهَاتِي |
وَ خَيْمَةُ الْحُبِّ أُنْسِي بَعْضُ سَلْوَتِهَا |
حَلَّ الْبَقَاءُ بِخَيْمَاتِي مَزَارَاتِي |
نَادَيْتُ قَلْبي أَعِدْ يَا قَلْبُ لِي سَكَنِي |
إِنِّي تَنَفَسْتُ ذِكْرَاكُمْ صَبَاحَاتِي |
فَأَشْرَقَ الْبَدْرُ فِي عَيْنِ الضُّحَى أَلَقًا |
سُبْحَانَ رَبِّي أَسِحْرٌ فَي النُّبُوُءَاتِ |
فَصَلِّ خَلْفِيَ يَمْضِي رَكْبُنَا قُدُمًا |
لِآَجْلِ حُبُّكَ كَانَتْ جُلَّ خُلْوَاتِي |
وَ صَلِّ بَعْدِي بَأَوْرَادي وَ أَدْعِيَتِي |
إِلِي الَّذِي فَطَرَ الْحُبَّ فِي الذَّاتِ |
رَبَّاهُ حِفْظًا مِنَ الحُسَّادِ يَغْمُرُنَا |
صُنْ بُشْرَيَاتٍ مِنَ الُّلقْيَا الْحَمِيمَاتِ |
مَنْ قَالَ عِفَّةُ صَبٍّ سَلْوَةٌ وَ سَلَا |
ذَاكَ ادِّخَارُ الشَّهْدِ مِنْ جَمْعِ النُّحَيْلَاتِ |
يَا دَوْرَةَ التِّيْمِ فِي أَعْطَافِنَا وَلَهٌ |
لِفَوْرَةِ الشِّوْقِ خُوُضِي لُجَّ غَمْرَاتِي |
يَا صَبُّ وَ ابْرِمْ بِنَا عَهْدًا لِنُنْجِزَهُ |
جَوْفُ الْمُنَى وَ الرُّؤَى خَيْلُ الْبُطُولَاتِ |
وَ كُنْ عَلَى الْعَهْدِ إِنْ بَاعَدْتَنِي زَمَنًا |
رَتِّلْ مِنَ الْعِشْقِ سِفْرًا مِنْ مُعَانَاتِي |
مَنَحْتُكَ الْحُسْنَ وَالْإِلْهَامَ تَمْلكُنِي |
فَارْتِقْ عَبَاءَاتِ لَهْفِكِ مِنْ عَبَاءَاتِي |