|
أَميطي لِثامَ الصَّدِ واستَنشِقي عُذري |
كَطيبِ الشَذى الفَوّاحِ مِن زَهرةِ العُمرِ |
أريقي رِضابَ العَفوِ توتاً عَلى اللَمى |
سِقايَةَ ضِحكاتٍ يُدفِّقُها نَهري |
حَنانيكِ أيامي التي بِكِ أينَعَتْ |
قُرنفُلَةً بِالحُبِّ أشهَتْ إذا تُغري |
سَتّذبُلُ في أصلي وَتَذوي بِخافِقٍ |
يُراوِدُها عَن لَذةِ الشَوقِ في بَذري |
ألا بلّغي الأنداءَ عَيني إذا ارتَوتْ |
على بُرعمِ التذكارِ دَمعي الذي يَجري |
سيُفجَعُ إنساني بُعيدكِ إذ هَفا |
لإنسانَةٍ في الروحِ خَالجَها بَدري |
أأفقدُ إلفَ الحُبِّ قَسراً مِن الجَفا |
فَقدتُ إذاً بَعضي الذي يَرتقي نَحري |
وأترُكُ أفنانَ السُرورِ هِزارَها |
تَلوّى غَراماً مَائِسَ الوجدِ في صَدري |
أأنساكِ ! لا أنسى حَليلةَ ناقِمٍ |
على سودِ أيامٍ تَركتُكِ في دَهري |
أأنسى مَثيلَ الروحِ ! بَل كُنتُها أنا |
وَها هِيْ كياناً فيّ قَدْ صَيّرتْ قَدْري |
أَميطي لِثامَ البُعدِ فالقُربُ سَافِرٌ |
بِوصلِ مُحيّانا المُعانِقِ للعَطرِ |
حَضنتُكِ وَرداً لو تَهاوى بِشوكِهِ |
مَآقيَّ مَا أرخَيتُ جِفنيْ عَلى ضَرّي |
كأنَّ رِئاتَ الحُبِّ تَهوى حُروقَها |
إذا عشِقتْ مِن نافِحِ العودِ في جَمري |
فلا تَتركي الأهواءَ تَغتالُ ودنا |
بِداهيةِ الإعراضِ في غَائلِ الهَجرِ |
خُذيني على كَفِّ اللطافةِ هُدهُداً |
يَغارُ على بِلقيسَ مُنكَشَفَ الكُفرِ |
يَجيءُ سُليماناً بِمَنطقِ طائِرٍ |
يَطيرُ مَع الإيمانِ في أطيبِ الذِكرِ |
سَأقطُفُ أعذاري وأُزجي حَدائِقي |
مُكَلّلةً فَوقَ السَرائِرِ والسِرِّ |
وإنْ يَكُ ضَيماً فيهِ كَانَ يَباسُنا |
تَرَطبتِ الأرواحُ بِالعِنبِ الخُضرِ |