يَا مَنْ صَلَبْتِ بِدَارِ هَجْرِكِ أدْمُعِيْ
وَتَرَكْتِ قَلْبِيْ سَاهِدَا فِي مَضْجَعِيْ
لَنْ تُصْبِحِيْ عِنْدِي حُثَالَةَ فِكْرَةٍ
أوْ عَوْدَ صَوْتٍ قَدْ مَضَى عَنْ مَسْمَعِي
بَلْ أنْتِ مِثْلَ فُقَاعَةٍ إنْ تَزْدَهِي
زَمَنَا تَزُوْلُ بِلَمْسَةٍ مِنْ إصْبَعِ
كُفِّيْ عَنِ الكَذِبِ القَدِيْمِ فَإنَّني
أدْرِي...وإنَّكِ تَفْعَلِيْ ما لا تَعِي
لاتُوْقِظِيْ رَسْمَا كَثَغْرِكِ بَارِدَا...
مَهْمَا فَعَلْتِ فَلَنْ يَعُوْدَ لِمَرْتَعِ
أنْتِ التي أثْخَنْتِ مِنْهُ بَهَاءَهُ
وَرَمَيْتِهِ مَعَ حُبِّهِ المُتَوَجِّعِ
وَحَرَقْتِ فِيْ نَارِ الحَماقَةِ قَلْبَهُ
حَتَّى تَجَلَّى فِيْهِ قُبْحُ المَرْجِعِ
مَاعَادَ يَلحَظُ حُبَّهُ مُتَألِّقَاً
فِيْ ناظِرَيْكِ وَشِعْرَهُ فِيْ الأدْمُعِ
قَدْ عَافَ هُجْرِكِ إذْ بَدَا مُتَخَفِّيَاً
فَيْ حُسْنِ قَوْلٍ مَاجِنٍ مُتَمَيِّعِ
لا تَحْسَبِيْ أنِّي بِطَرْفِكِ هَائِمٌ
لَوْلا عُيُونِكِ مَا هَجَرْتُ مَبَاضِعِ
لَمَّا نَظَرْتِ وَجَدْتُ ثَغْرِيْ بَاسِمَاً:
بُشْرَاكَ يَا قَلْبِيْ بِطِيِبِ المَهْجَعِ
مِنْ حُسْنِ وَجْهِكِ قَدْ جَلَبْتُ خَوَاطِرِيْ
وَبِطِيْبِ نَفْسٍ قَدْ أتَتْ تَهْجُو مَعِيْ...