سمعت صراخ المدينة يسري ويخترق الجدار وعوالم الأنس
تكرر السماع والذات متعبة من كثرة ما تحملت من البأس
صحو وسكر ثم غياب بعده ونفس تجرعت مرارة البؤس
كمن ترك وحده بلا معيل ينتظر الموت ويحلم بالأنس
هكذا تمر الأيام مسرعة والأمل يتجدد اليوم كما بالأمس
بحياة لا تعرف الحزن والألم هيهات ذلك حلم يتحقق في الرمس
من ذا الذي لم يفقد يوما عزيزا عليه وترك حرقة في النفس؟
هي الأم رزئت بفقدها فتخلخل البنيان ونعق بوم النحس
بغيابها غاب الحنان والعطف وغاب الدفء وحضن الرأس
ساد الصمت وبقي المكان فارغا يشكو فراق من كان يملأه با لأمس
الأم عماد الأسرة مابقيت لا أحد يعوض مكانها من الإنس
يظل طيفها يرفرف دائما مما يزيد الذات تعسا على تعس
فلا والله لا يمكن نسيانها فهي كالجذور والأشجار في الغرس